الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بيــان
حول عملية مجمع غاز عين أميناس والتدخل العسكري الفرنسي في مالي:
بيــان
23 كانون الثاني (يناير) 2013

تعيش منطقة شمال إفريقيا في المدة الأخيرة مجموعة من الأحداث المتتالية والتي يربط بينها اتساع نطاق عمل المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة وبفرعه في المغرب العربي المتمركز أساسا في مالي وجنوب الجزائر، وقد تمثلت الأحداث الأخيرة في العثور على كميات ضخمة من السلاح المتطوّر في مدنين وقبلها في دوّار هيشر وتاجروين بعد العثور على مخيمات تدريب لمجموعات مسلحة في جهات حدودية في القصرين وجندوبة والكاف، إضافة إلى الهجوم على مجمع للغاز بمنطقة عين أميناس بجنوب الجزائر واحتجاز عدد كبير من العمال والإطارات العاملة هناك، ويتزامن هذا "النشاط" المتصاعد مع التدخل الفرنسي في مالي بداعي "الاستجابة لنداءات النظام والشعب في مالي من أجل التصدي للانفصال الذي نظمته مجموعات دينية متطرفة في شمال البلاد" والذي كان متبوعا بالتحاق قوات إفريقية لمعاضدة النظام وإسناد أوروبي وأمريكي ومن الأمم المتحدة.

إن حزب العمال، إذ يتابع بانشغال هذا الوضع الإقليمي المتفجر، فإنه:
- ينبّه إلى تحوّل بلادنا إلى منطقة عبور وترويج وتخزين للأسلحة القادمة من ليبيا أساسا من قبل مجموعات إرهابية مرتبطة بأجندات تقف ورائها دول ومخابرات إقليمية ودولية، بما فيها الصهيونية، كانت وراء إسقاط نظام القذافي وهي اليوم تريد إدخال المنطقة في "فوضى خلاّقة" تصرف اهتمام الشعوب عن قضاياها وطموحاتها وتلهيها في محاور هامشية وتعقيدات أمنية بما يخدم مصالح الرجعية والإمبريالية.
- يعتبر أن ثورة الشعب التونسي التي كانت "نظيفة" بكل المعايير، شعارات وأساليب ومسار، هي اليوم مستهدفة من قبل هذه القوى التي تريد تشويهها قصد تمرير فكرة مسمومة لبقية الشعوب العربية وغيرها بكون ثوراتها الممكنة ضد الدكتاتورية والاستبداد لن تجلب لها سوى الإرهاب والتوترات الأمنية لذا وجب عليها الاحتفاظ بحكّامها ولو كانوا من المستبدين والعملاء والفاسدين.
- يندد بعملية الهجوم على عمال وإطارات المجمع النفطي بعين أميناس والذي ذهب ضحيته عدد من الرهائن من جنسيات مختلفة.
- يرفض بشدّة التدخل الإمبريالي الفرنسي وكذلك الإفريقي في مالي، ويعتبره تدخلا استعماريا لا يهدف إلى مساعدة الماليين، بل يهدف إلى وضع اليد على ثروات البلاد وفي مقدمتها اليورانيوم الذي يسيطر على أراضيه المنشقون، علما وان زعماء الانشقاق كانوا قد أعلنوا عن انشقاقهم من العاصمة باريس التي كانت تسندهم وذلك في إطار تفكيك علاقتهم بنظام القذافي بهدف إضعافه ثم إسقاطه وبعد تحقيق ذلك هاهي اليوم تنقلب عليهم وتقود عملا عسكريا ضدهم.
- يدعو الشعب التونسي إلى مزيد اليقظة والحذر، ويحمّل الحكومة كامل المسؤولية في تردّي الوضع الأمني وخاصة بإطلاق يد الميليشيات المسمّاة زيفا "رابطات حماية الثورة" ويدعو لحلّها فورا، كما يدعو لرصّ الصفوف من أجل تفويت الفرصة على أعداء الشعب التونسي بالحفاظ على الوحدة ونبذ النزعات التي تريد تقسيم الشعب بخلفيات رجعية موغلة في التخلف.

حزب العمّال
تونس في 21 جانفي 2013


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني