الصفحة الأساسية > بديل الشباب > إمبراطورية مصاصي الدماء
إمبراطورية مصاصي الدماء
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

وفاء لضمير بن علية وكل الرفاق الطلبة في السجون... إليهم وحدهم لأنهم دفعوا الثمن من أجلنا

- 1 -

حققت تونس بن علي سبقا آخر ينضاف إلى نجاحاتها بخصوص حرية الإعلام. فقد حصلت على المرتبة 164 حسب تقرير من منظمة الأمم المتحدة... وكانت قبل عام في المرتبة 154.

إن هذا البلد الشقيق يحتل المراتب الأخيرة في العالم بمعية جيرانه التعساء...

لا أعرف حقا هل يتصبب وجهُ الرئيس والوزراء عرقا أم لا ! لكنى لا أعتقد ذلك فمن شبّ على شيء شاب عليه. وهذه البلاد "عزوزة ما يهمها قرص" كما يقول المثل الشعبي.

قمعٌ يوميٌّ للنشطاء والحقوقيين ومصادرة للصحف المعارضة التي تعمل باستمرار من أجل النهوض بهذه البلاد من الرماد كطائر الفينق. فمتى ينهض هذا الطائر؟ ! ربما ينهض عام 2050 عندما نجد شعبا آخر جديدا تماما ومختلفا.

لم أجد أغلبهم ناجحا إلا في التصفيق والمناشدات تحت إكراه الحاجة. فكم من واحد يتخبط يوميا في العفن ومياه التطهير وهو يردد:" بلادنا بخير فيها أمن وأمان !، "العزوزة هازها الواد وهي تقول العام صابة".

- 2 -

إن حملة المناشدات التي انطلقت مبكرا لفائدة رئيس الطغمة المتعجرفة المتجبرة تكشف بجد عن السقوط الرهيب لهذا النظام البائس. وهذا السقوط يكشف أن عصابة المجرمين تهرب إلى الأمام دوما. لكن المطلوب منا هو توحيد الصفوف والاستعداد للمرحلة الخطيرة القادمة بنشر الوعي واستنهاض الهمم التي نخرها السوس من كثرة الصدأ والتآكل. وتهويلنا الحقيقي هذه المرة على النخبة المستنيرة وعلى الحركة الفكرية والأدبية والثقافية. فمهمة هذه النخبة هي توحيد الصفوف وتوعية الناس لإخراجهم من سجون الظلام والخوف ومن عبودية كرة القدم والمخدرات والانحراف.

- 3 -

تتطلب اللحظة الراهنة يقظة حادة وذكاء وصدقا، ولا تتطلب النباح والجلوس في الحانات., تتطلب اللحظة هدوءا حادا وحفاظا على النفس والعقل. نحتاج إلى دعم النشاطات والثقافية والمعرفية والفكرية. والمعركة الثقافية والإعلامية هي الجدار الأخير.

- 4 -

يجب أن نحاذر من الاتجاه الفرنكفوني الذي ذهبت فيه هذه البلاد بعيدا من خلال برنامجها السينمائي الحقير في معرجان قرطاج السينمائي... ويجب فضح هؤلاء الذين اعتدوا على اللغة العربية. يجب فضح رجال السينما الذين انخرطوا في سينما المقاولات والتجارة والعراء المسقط. يجب إعادة السينما إلى القضايا الجوهرية من أجـل النهضة بالشعوب لتخليصها من براثن القمع والجهل والمصادرة، ولنا خير مثال ما حدث لفيلم "الشاق واق" لنصر الدين السهيلي" الذي تم منعه من المشاركة في المسابقة الرسمية لأنه يتناول بالنقد السلطتين السياسية والدينية.

- 5 -

يجب محاربة هذه الإمبراطوريات المالية والإعلامية والجمعياتية الجديدة لأنها ببساطة امبراطوريات العائلة المالكة (إذاعة الزيتونة، جريدة الصباح، بنك الزيتونة، إذاعة شمس، جميعة بسمة، الجمعية التونسية للترفيه...).

لقد سرقوا كل شيء تقريبا ! لكن هيهات لم يسرقوا منا الروح والضمير الحيّ والوعي.. والنور. يجب أن نؤمن بأن النور سيولد رغم الظلام الذي يلف الكون.

آخذ بيتين لأبي القاسم الشابي (رغم أن السلطة استحوذت عليه شاعرا رسميا لها) لأني أقرؤهما طبقا للحال والواقع وتلك هي بعض ميزات النص الشعري:
ألا أيها الظالم المستبد
حبيب الظلام عدو الحياة
سخرت بأنات شعب ضعبف
وكفك مخضوبة من دماه

فتونس تعيش اليوم استعمارا آخر... لكن سيذهبون إلى الجحيم جميعا. يسقط الظلم، يسقط بن علي، تسقط العائلة المالكة.

الإمضاء بابلو نيرودا التونسي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني