الصفحة الأساسية > البديل الوطني > «إنما نحن إخوة في الإسلام...»
«إنما نحن إخوة في الإسلام...»
10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

أثار صعود قائمات العريضة الشعبية في انتخابات المجلس التأسيسي ردود فعل متباينة وخصوصا تلك التصريحات التي تقدم بها قياديون في حركة النهضة على غرار حمادي الجبالي وسمير ديلو والتي لوحت بإصبع الاتهام لهذا التيار واعتبرته امتدادا للنظام السابق ولم تخف التصريحات تحفظها من زعيم العريضة الشعبية الهاشمي الحامدي، ولئن أصرّت «حركة النهضة» ومن خلفها حلفاؤها على إعطاء الخلاف طابعا سياسيا فإن الهاشمي الحامدي نفى ذلك معتبرا أن المسألة لا تعدو أن تكون خلافا ذاتيا بينه وبين حركة الاتجاه الإسلامي التي كان من أبرز قياداتها في الثمانينات وقد التمس في تصريح مباشر على قناة حنبعل كل من كمال الجندوبي وعياض بن عاشور باعتبار انتماءهم اليساري التوسط بين الإسلاميين وإرجاع المياه إلى مجاريها.

رغم تأكيد الهاشمي الحامدي أن بعض قيادات النهضة يكنّون له البغض لأسباب ذاتية قديمة فإنه لم يخف ولاءه العاطفي لهذه الحركة معتبرا العريضة الشعبية جزءا من التيار الإسلامي، وقد قال في تصريح لأحد القنوات التلفزية أن راشد الغنوشي أخوه في الله و»بينهما عيش وملح» على حد تعبيره وأنه يكن له الاحترام والتقدير ويدعوه إلى حسم هذا الخلاف بالمحبة والصفاء، كما أشار إلى أن العريضة في خدمة الحركة متى احتاجت منها ذلك خصوصا من أجل الدفع نحو برنامج إسلامي في الدستور الجديد.

وفي نفس السياق أكد راشد الغنوشي أن حركة النهضة لا تحركها الأحقاد على الهاشمي الحامدي وأنها مستعدة للتعامل مع تياره في المجلس التأسيسي خدمة للدين والبلد، ورغم الخلافات يبقى أخوه في الإسلام والوطن.

إن الجائل ببصره وسط التصريحات من هذا الجانب وذاك يستعصي عليه الوصول إلى جواب يفك عقدة الخصام بين الإخوة «الفرقاء» ، ولكن سيفتح عقله وقلبه على وابل من الأسئلة فهل أن الهاشمي الحامدي وحركة النهضة سيحسمان خلافاتهما في التأسيسي حبّا في وحدة البلاد أم لغاية توحيد التيار الإسلامي؟ وهل سيتوحدان ضد خصومهم من العلمانيين والحداثيين أثناء صياغة الدستور الجديد؟ وأي مصير للبلاد في ظل حكم سَاسةٍ تفرقهم صناديق الاقتراع وتوحدهم المرجعيات؟



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني