الصفحة الأساسية > كتب ومنشورات > بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل الحريات ونطوّرها > الإضراب يحقق هدفه
بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل الحريات ونطوّرها
الإضراب يحقق هدفه

إن الإضراب عن الطعام، منظورا إليه من هذه الزاوية السياسية حقق أهدافه بالكامل. ولم يكن لدى المضربين عن الطعام منذ البداية أي وهم حول إمكانية استجابة السلطة لمطالبهم الثلاثة بصورة مباشرة بحكم طبيعتها الدكتاتورية المتغطرسة. الهدف الذي رسموه منذ البداية، لتحرّكهم هو إخراج الحركة السياسية من انكماشها وارتباكها وفتح آفاق جديدة لها تمكنها من مراكمة القوى الضّرورية لخلق ميزان قوى يمكّن من فرض تنازلات جوهرية على الدكتاتورية إن لم يمكّن من هزمها.

لقد حقق المضربون هدفهم هذا، بل يمكن القول إن تحركهم وما خلقه من تعبئة داخلية وخارجية وما سببه لنظام بن علي من عزلة يمثل أحرج مواجهة يواجهها هذا النظام خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة تقابلها ألمع صورة تتجلى بها حركة المجتمع المدني خلال نفس الفترة. لقد كان الاستقطاب واضحا، فمن جهة حركة سياسية ومدنية تطالب بالحريـّات وتلقى تعاطفا واسعا داخل المجتمع ومن جهة أخرى نظام متغطرس يرفض الاستجابة لأبسط حقوق المواطنين والمواطنات.

إن إضراب الجوع لم يكن مجرّد إضراب انتهى مفعوله بمجرّد الإعلان عن توقيفه، بل إنه تحوّل منذ الأيام الأولى إلى حركة لها أرضيتها السياسية الواضحة، وهي المطالب الثلاثة التي رفعها المضربون عن الطعام ولها امتداداتها في كل الجهات والقطاعات تقريبا وفي أوساط الهجرة علاوة على استقطابها اهتمام وسائل الإعلام العالمية واكتسابها بعدا ديبلوماسيا باعتبار أن عديد الدول حليفة نظام بن علي اضطرّت إلى انتقاد وضع الحريات وحقوق الإنسان في تونس والاعتراف بشرعية مطالب المضربين وضرورة "الإصلاح السياسي" في تونس.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني