الصفحة الأساسية > البديل الوطني > البطالة والتفقير واللامبالاة إلى متى؟
معتمدية الحنشة:
البطالة والتفقير واللامبالاة إلى متى؟
15 كانون الأول (ديسمبر) 2011

الحنشة هي إحدى معتمديات صفاقس الشمالية تبعد عن صفاقس المدينة 40 كم باتجاه تونس وهي كبقية مناطق البلاد ساهمت في مقاومة الاحتلال باكرا وقدّمت أول شهداء الحرية مثل بلقاسم بن شرودة والمقطوف العوادني وعلي بالعرضاوي... وغيرهم ولكنها ظلت كبقية المناطق على هامش ما يدعى زورا تنمية وعدالة وتشغيلا وصحة وتعليما...

لقد قاومت الحنشة سياسة التفقير الممنهجة فشاركت في انتفاضة 78 وانتفاضة 84 وقدمت الشهداء والمساجين السياسيين وشاركت في ثورة الكرامة والحرية والتشغيل والعدالة وتم اختطاف أبنائها وسجنهم ومحاصرة مناضليها وتعنيفهم.

ظروف بدائية

وأهالي الحنشة كبقية مفقري ومحرومي وكادحي وعاطلي تونس لم يلحظوا شيئا تغير بعد ما يقارب السنة من عمر الثورة بل أن أسعار المواد الأساسية قد ارتفعت ارتفاعا جنونيا واستفحل الاحتكار وازدادت وطأته.

في الحنشة معظم الأنهج غير معبدة والمعبّد منها تنعدم في معظمه الإنارة وتكثر فيه الحفر وتتراكم عند نزول الغيث مياه الأمطار ويصعب التجوال نتيجة غياب شبكة تصريف للمياه مقامة على أسس سليمة والمدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية لازالت على حالها كما هي رغم تقادمها ويكفي أن نشير هنا فحسب إلى الحالة المحزنة والرثة لمعهد الحنشة أو حالة مدرسة المنصورة ومدرسة 2 مارس وغيرها كثير.

ومعظم سكان الأحواز يفتقدون للماء الصالح للشراب وقد ملوا سياسة التسويف والوعود الكاذبة رغم المناخ شبه الجاف للمنطقة.

أما المناطق التي تتوفر فيها حنفيات عمومية فمياهها بها نسبة كبيرة من الملوحة وتنقطع المياه في فترات عديدة لضعف الضغط زد على ذلك سوء التصرف المالي في المجامع المائية التي أصبحت بؤرا للابتزاز وللتمعش.

ويعاني سكان الأرياف من تسعيرة غريبة للمتر المكعب من الماء فإذا كان السعر كما حددته شركة توزيع المياه هو 185مي إذا لم يتخطى المستهلك 20 متر مكعب فإن سكان الأرياف سعر لهم بـ 600 مي يضاف إلى ذلك سعر الصيانة والمعاليم القارة و...

ويجد سكان الأرياف صعوبة عند التنقل لانعدام وسائل النقل العمومي ويعاني التلاميذ أثناء الدراسة للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية إذ يقطعون الأميال للوصول إلى محطة الحافلة الوحيدة وهي غير متوفرة بالنسبة لتلاميذ أولاد طاهر وأولاد حمد وأولاد عائشة ويحرم التلاميذ من حقهم في وجبة الغداء والبقاء في مؤسساتهم (في منتصف النهار) فيهدر وقتهم بالمكوث خارجا للبحث عن قوتهم.

أرض بلا فلاحين

والفلاحون الصغار والمتوسطون هجروا الأرض إذ ما عادوا قادرين على تحمل غلاء الأسمدة والبذور والمعدات والأعلاف وتغوّل الاحتكارات مع وضع عقاري لم يسوى منذ الاستعمار. ويكفي أن نشير إلى القفز الجنوني للأسعار بين سنوات 2000 و2011 وفق هذ الجدول:

{{}} السعر في سنة 2000 السعر في سنة 2011
البيت المكيف 2500د 4000د
كلغ طمام باكورات 500مي 1000مي
البلاستيك 35د 60د
كيس بوتاس 20د 50د
أمونيتر 15د 22د
1ل مازوط 740مي 980مي

وإذا كان العدد الجملي للآبار السطحية 700 بئر فإن المجهزة منها لا تتعدى 200 بئر أما الآبار الارتوازية فمعظمها مغلقة وغير مستغلة والأسباب غير معروفة.

وفي الحنشة منطقة صناعية مهجورة تماما والمؤسسات بها مقفلة والأجانب وغير الأجانب من المستثمرين يستغلونها عند الحاجة فيكدسون الأرباح الطائلة من جهد بنات الحنشة وفتيانها ثم يغادرون دون رجعة ودون ضمانات تاركين مئات العائلات للبطالة وللخصاصة.

وفي الحنشة كما في كل مدينة تونسية شباب من حاملي الشهائد ومن غيرهم كادوا أن ييأسوا من فرصة العمل فمنهم من تجاوزت بطالته العشر سنوات بل منهم من شارف الخمسين سنة وأبناء العائلات الفقيرة منها عائلات بها ثلاثة أفراد وأكثر ممن أنهوا تعليمهم العالي منذ سنوات وهم وحدهم من توصد الأبواب أمامهم رغم توفر فرص عمل قارة في عديد المؤسسات (المدراس والمعاهد والصحة...) إلا أن مواصلة التشغيل عن طريق الحضائر والعقود المؤقتة والمماطلة والتسويف تحرمهم من حقهم المشروع في العمل القار إثر ما يقارب السنة من ثورة كان من بين شعاراتها الأساسية التشغيل استحقاق.

والحنشة بها مستشفى محلي ومنذ سنوات وأهاليها ينتظرون أن يتحقق حلم توسيعه وتجهيزه ليصبح مستشفى جهوي به طب الاختصاص. أو ليس من حقنا ومن حق كل تونسي في الصحة وفي أن نتساوى أمام الألم والمرض؟

حزب العمال الشيوعي التونسي
مكتب الحنشة



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني