الصفحة الأساسية > البديل النقابي > الثورة متواصلة لتدك أركان النظام وحصون البيروقراطية النقابية
بيـان - في ذكرى تأسيس الإتحاد:
الثورة متواصلة لتدك أركان النظام وحصون البيروقراطية النقابية
21 كانون الثاني (يناير) 2011

"أحبك يا شعب"

هكذا قال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد مؤسس الإتحاد العام التونسي للشغل , هذه المنظمة التي نحيي اليوم الذكرى 65 لتأسيسها. ويقترن إحياء العمال والنقابيين التونسيين لهذه المناسبة هذه السنة بالانتصار الذي حققه شعبنا بثورته المظفرة, وإطاحته بسلطة بن علي, معلنا رفضه لخياراته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية... وما خلفته من بطالة وتفقير وتهميش وقمع للحريات... وهو يقطع بذلك خطوات هامة على طريق تحرره من جميع مظاهر الظلم والقهر والاستغلال.

لقد صنع شعبنا طيلة شهر ولا يزال ملحمة بطولية رائعة حطم من خلالها الطوق المضروب عليه ولقن بها درسا لكل أعدائه من عملاء ومندسين وخونة وانتهازيين. ولئن انخرط العمال وعموم الشغالين والنقابيين بكل حزم وشجاعة في النضال الشعبي ملتحمين بجماهير الشعب من مهمشين ومعطلين عن العمل وطلبة وتلاميذ ومثقفين ومحامين وفنانين وغيرهم... فإن المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل اعتمد سياسة الدعم والولاء لبن على إلى آخر لحظة مواصلا نفس النهج الذي سار عليه طيلة سنوات حكم الديكتاتور المخلوع وقد وصل به الأمر إلى حد التبرؤ والتنديد بنضالات النقابيين والهياكل الذين نظموا التجمعات والمسيرات ببطحاء محمد علي يومي 25 و27 ديسمبر 2010 (تصريح الأمين العام لجريدة الصباح بتاريخ 28 - 12- 2010).و ما قبوله أمام الضغط القاعدي بقرارات الإضرابات العامة الجهوية سوى محاولة مفضوحة لتلميع صورته وركوب الأحداث.

إن موافق المكتب التنفيذي وتصرفاته الأخيرة لن تشفع له مواقفه المتخاذلة ولن تفيده في محاولة التنصل من ماضيه والظهور بمظهر القيادة المناضلة لكسب ثقة الشغالين , فالشغالون وعموم النقابيين لن ينسوا أن هذه القيادة مثلت إحدى أهم الركائز التي اعتمدها بن علي لتمرير سياساته وخياراته فهي من قام بدعم ترشحه لمرات متتالية وآخرها سنة 2009 في تحد فاضح لإرادة العمال والنقابيين في تناقض صارخ مع مبدأ استقلالية القرار النقابي وديمقراطية التسيير , وهي من أعلن تبني ودعم "برامج" بن علي الانتخابية وآخرها ما جاء في خطاب الأمين العام في قصر قرطاج بمناسبة الاحتفال بعيد العمال 2010 من مساندة تامة لبرنامج بن علي 2009/2014 , والمكتب التنفيذي هو من قبل بسياسات الخوصصة والتفويت في المؤسسات العمومي ومراجعة منظومة القوانين التي كرست هشاشة التشغيل ومرونته ومزيد الاستغلال للعمال وصمته عن الزيادات المتواصلة في الأسعار وإمضائه على اتفاقيات مهينة كتلك المتعلقة بالتأمين على المرض والحق النقابي وغيرها... والمكتب التنفيذي هذا هو من خذل نضالات أهالي الحوض المنجمي سنة 2008 وصادر حق الاختلاف وحرية التعبير داخل المنظمة وتلاعبه بالنيابات ونصب عديد النقابات وجمد عشرات النقابين عن النشاط وعمق آليات التسيير البيروقراطي وعقلية التمعش واستغلال الموقع النقابي لقضاء المآرب الشخصية وغض الطرف عن العبث بأموال الشغالين... إن سياسة المكتب التنفيذي جعلت المنظمة تحيد عن مبادئ حشاد ومحمد على الحامي رائدي الحركة النقابية التونسية وتبتعد عن دورها الأساسي الذي بعثت من أجله وهو الانخراط الفعلي في النضال الوطني والاجتماعي والالتحام بنضال الشعب.

إن ثورة شعبنا كشفت كل المتآمرين على مصالحه وفتحت الباب واسعا لمحاسبة كل من تبرأ من نضالات أبنائه ووقف إلى جانب بن على وخياراته. لقد بدأت العروش تتهاوى الواحد تلو الآخر والطبقة العاملة كجزء من هذا الشعب لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام من فرط في حقوقها ومكتسباتها ومن دجّن منظمتها – الإتحاد العام التونسي للشغل – وجرها قسرا إلى ركاب السلطة وأعداء الشعب. لقد آن الأوان لمحاسبة البيروقراطية النقابية ورموزها التي تقف عائقا أمام مسيرة الطبقة العاملة نحو تحقيق المكاسب والتحرر والانتصار لقضايا شعبها.

عاش الإتحاد العام التونسي للشغل
مستقلا، ديمقراطيا ومناضلا

اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل
تونس في 20 جانفي 2011


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني