الصفحة الأساسية > البديل العالمي > العالم الثائر بعيون امبريالية
العالم الثائر بعيون امبريالية
10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

يمر المناخ العالمي بتقلبات شتى. ورياح الجنوب، رياح الجوع والحرية والانعتاق تعصف من كل الاتجاهات.

يشتد الخناق يوميا حول رقبة النظام الرأسمالي... احتجاجات وإضرابات في أعتى الدول الرأسمالية، وثورات ضد التبعية وما خلفته من نتائج وخيمة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي لهذه الشعوب في الدول التابعة.

شعوب تنتفض يوميا ضد الاستغلال وضد الجوع والفقر، تنتفض يوميا توقا لنظام جديد يحررها ويحقق كرامتها.

لكن هذا النظام الرأسمالي لا يخون طبعه، هذا النظام المغرق في الاستغلال والنهب والذي لا يمكن أن يستمر دون مزيد من الاضطهاد ومص دماء الشعوب، هذا النظام المتوحش في أعلى مراحله لا يمكنه أن يسلـّم بكل بساطة ولا أن يتنازل عن أرباحه ورفاهيته ولو على حساب كل شعوب العالم.

وتواجه مظاهرات العمال والفقراء في دول «الحرية و المساواة» ، دول الرأسمالية المتعفنة، تواجه بكل عنف وحشي، وتُقمع الاحتجاجات المطالبة بالتغيير من «وال ستريت» إلى إسبانيا و من انكلترا إلى اليونان، بأكثر الوسائل إغراقا في الرجعية.

أما الدول العربية الثائرة وشعوبها الطامحة إلى الديمقراطية والحرية والمساواة وإلى العيش الكريم والعدالة الاجتماعية، فلها عقاب موغل في الرجعية.

بدأت المؤامرة بالعراق، حيث سعت الامبريالية العالمية بتواطؤ من كل الأنظمة العربية وخاصة الرجعيات الخليجية إلى إغراقه في الطائفية الدينية والعرقية القاتلة والتخلف.

وفي جو من التآمر وإحكام لاعب الشطرنج أو محرك الدمى تعاقب الدوائر الامبريالية الشعوب الثائرة بأكثر الأنظمة رجعية سواء بالتدخل المباشر في ليبيا وتنصيب أزلامها وبيادقها في الحكم والقضاء على ثورة شعب دفع دمه وأطفاله من أجل الحرية والتقدم ثم تفتح الباب على مصراعيه أمام كل الرجعيين شرط الولاء وخدمة المصالح الاقتصادية.

أما جارتها البلاد التونسية فلا يمكن تركها تتقدم وتسعى إلى فكّ الارتباط بما قد يهدد مصالح هذه الدول الرأسمالية فتتشابك عناصر الماضي والمستقبل وتختلط الطرقات لتنتج نظاما مواليا أول ما بشر به هو الوفاء بديون ومعاهدات أغرقت ومازالت تغرق الشعب التونسي في الاستعمار والاستغلال والنهب.

حليم حاجبي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني