تعيش كبرى العواصم الاروبية والعالمية على وقع احتجاجات اجتماعية تاريخية اجتاحت منذ منتصف شهر سبتمبر شارع المضاربات المالية وول ستريت، رمز الاستغلال الفاحش، بعد أن طافت مدريد وجورجيا واليونان لتشمل آلاف المدن التي وحّدتها مناهضة الشركات الاحتكارية العالمية وقرّب بين مستضعفيها الفقر والاعتداء على خبزها اليومي الذي شكّل بدوره القاعدة المادية لثورات الشعوب العربية على الحكومات والنظم العميلة التي باعت أوطانها وشعوبها في سوق المؤسسات المالية النهابة كصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

ولقد نجحت هذه التحركات في إثبات أن الرأسمالية لم ولن تكون يوما نظام الرفاهة والعيش الكريم لشعوب العالم كما تروّج لذلك الماكينة الدعائية الرأسمالية، بل عبودية وقيودا على رقاب العمال والكادحين ونظاما لا يحتمل الترقيع والإصلاح بل عقيدة للوبيات مالية تصادر إرادة الأغلبية وتكرّس "استغلال الإنسان للإنسان" وتجلب الحروب والأوبئة أينما ذهبت متشدقة بالديمقراطية وهي تجني اليوم ثمار غطرستها تجاه شعوب العالم وأشرفت لا محالة على الرحيل...

إن الشباب التونسي الذي افتتح عهد الثورات في العالم وألهم الملايين حول التطلع الانعتاق والحرية يعتبر من أبرز المستفيدين من المشاركة في التظاهرة الأممية "احتلوا الشوارع" المقررة ليوم 11 نوفمبر في جميع أنحاء العالم لأن نجاح ثورة الشعب التونسي مرتبط عضويا بالقطع مع الهيمنة الأجنبية على مقدرات الشعب التونسي وثرواته وأساساً الامبريالية الأمريكية التي تحاول ترميم مخلفات النظام البائد بمعية قوى الثورة المضادة للحفاظ على امتيازاتها والمعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها مع نظام بن علي والتي مازلت سارية المفعول ولم تجلب للتونسيين سوى البطالة والقمع.

إن ما يحدث اليوم من تحركات احتجاجية نتيجة الجشع والمضاربة المالية والمتاجرة بقوة الشعوب يثبت بما لا يجعل مجالاً للشك أن الاشتراكية لا محالة مستقبل المفقرين في الحرية ودليلها في مقاومة الاستغلال الرأسمالي.

 خبز حرية كرامة وطنية
 تسقط الرأسمالية المتوحشة
 صف واحد يا عمال ضد سلطة رأس المال

إتحاد الشباب الشيوعي التونسي
تونس في 11 نوفمبر 2011