كان محمود درويش ولا يزال شاعر المقاومة وحامل لواء القضية الفلسطينية بحق خارج حدود الوطن المسلوب الحرية يتحدث باسم الملايين من الفلسطينيين المشردين بين عواصم العالم والمغتربين حتى على أراضيهم فكانت كلماته تمس كل الشعوب بمختلف انتماءاتها وخلفياتها لصدق رسالته التي تجاوزت فلسطين لتعانق الإنسانية جمعاء فكان بحق شاعر المقاومة، شاعر الحب حيث مثلت قصائده قنابل موقوتة توجه إلى العدوان الإسرائيلي وتحفز الفلسطينيين وتعطيهم شحنة معنوية لتجاوز حالة عدم اليقين والتشتت فكانت صولاته وجولاته الشعرية سبب الهلع والخوف للصهاينة الذين اتخذوا من السجون وسيلة لقمع درويش ظنا منهم أنها الكفيلة بأن تسكت صوت الحق لكن فاتهم أن الثوار لا يرهبون السجون ولا يخشون من باعوا ضمائرهم من أبناء البلد خدمة لمصالحهم الضيقة. هكذا كان درويش مناضلا وحتى وإن غيبه الموت سيبقى خالدا خلود قصائده التي عانقت الإنسانية لتعطي معنى جديدا للحرية والكرامة.