الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > من أجل مجالس منتخبة لتسيير الفضاءات الثقافية
إطلالة:
من أجل مجالس منتخبة لتسيير الفضاءات الثقافية
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

ما تزال العديد من دور الثقافة على حالها باستثناء البعض، ولم تقع هّزة في ذهنية الشارع وفي عقلية المشرفين على هذه الفضاءات ليتعاطوا مع الشأن الثقافي والفكري على قاعدة جديدة أساسها الحريّة في الإبداع والمبادرة واستنباط الأنشطة وتنوّع أشكال تنظيمها.

فالفضاءات الثقافية العمومية ما تزال مرتهنة في يد مثقفي العهد النوفمبري لتبقى الأماكن الخاصة (لمن استطاع إليها سبيلا) هي المتنفّس الوحيد تقريبا وتبقى التجارب الجادة وأصحاب المشاريع الثقافية والإبداعية البناءة بلا مأوى...

فما ضرّ وزارة الثقافة لو خصصت فضاء لمجموعة الحمائم البيض أو عيون الكلام أو البحث الموسيقي وغيرهم.. حتى يكون لهم مستقَر في الأرض يقصده السائل ومستقَر في النفوس والذائقة، وامتدادا وتواصلا مع أجيال تحفظ التجارب وتطورها... فضاءات يشتغلون فيها على تكوين الناشئة، ويكتشفون الملكات ويعملون على إبداع موسيقى للحاضر والمستقبل دون أن يكونوا مرتهنين لهذا الفضاء أو ذاك ولرزنامة نشاطه، فالإبداع حالة ذهنية ونفسية في تفاعل مع الاجتماعي ومع اللحظة... وليس عملا يبرمج وفق التوقيت الإداري...

إن الثقافة لا حاجة لها إلى وزارة، وكما قال مرسال خليفة مرّة في أحد تصريحاته تعليقا على الوضع الثقافي في لبنان أثناء الحرب وبعد، أن الثقافة في لبنان سقطت ساعة خصصوا لها وزارة...

رتبوا حقائبكم الوزارية بعيدا عن الثقافة التي ترتب وتهندس ذهنية الكون...

ولتكن للثقافة مجالس منتخبة من أهل الثقافة هم الأدرى بتعرّجاتها وثناياها وهمومها وآفاقها وآثارها، مجالس منتخبة تشرف على الشأن الثقافي دون تدخّل للحاكم مهما كان لونه أو شكله في ما يخط المبدعون من سينما ومسرح وشعر ورقص... مجالس منتخبة يحسم أمر تسييرها المثقفون في ما بينهم دون مناصرة هذا من «السيد» المندوب أو «السيد» الوزير الذي لا يفقه في معظم الأحيان في الشأن الثقافي...

سمير طعم الله



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني