يحتوي هذا الكتاب على أربعة نصوص بعضها نشر من قبل والبعض الآخر ينشر لأوّل مرّة. وهي في جملتها تتعلق بمسألة اللائكية التي هي اليوم محور من محاور الجدال الفكري والسياسي ببلادنا.
وإذا كانت اللائكية لا تساوي حتما الديمقراطية، فإن الديمقراطية لا يمكنها أن تتوفر في مجتمع معيّن بدون اللائكية. فلا يمكن الحديث عن مجتمع ديمقراطي لا تتوفر فيه حرية المعتقد ومساواة جميع الأفراد أمام القانون مهما كانت معتقداتهم ومذاهبهم. كما لا يمكن الحديث عن مجتمع ديمقراطي لا يسوس الناس فيه أمورهم بأنفسهم.
لذا فإن الجدال الجاري اليوم بين أنصار اللائكية وأعدائها هو جدال له أبعاد سياسية هامة. إنه يفصل في النهاية بين أنصار الديمقراطية والتقدم وأعدائهما. ومن هذه الزاوية فإن مصلحة التونسيين، المسلمون منهم وغيرهم، هي في الدولة اللائكية، في الفصل بين الدين والسياسة.
إن التونسي المسلم / المؤمن شيء و"الإخوانجي" شيء آخر. فالأوّل لا تمنعه معتقداته من الإنتصار إلى الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية. أما "الإخوانجي" فهو عنصر ينتمي إلى تيار سياسي يسعى إلى توظيف الدين لخدمة أغراضه الرجعية والفاشية. لذلك نراه يتعمّد الخلط بينه وبين المسلم/ المؤمن العادي ليظهر في مظهر الوصيّ على ضمائر الناس ومعتقداتهم.
فليتحد جميع التونسيين من أبناء الشعب التوّاقين إلى التحرر الوطني والاجتماعي الحقيقي ضد الفاشية مهما كانت أغلفتها "أرضية" أو "سماوية"!!