في الذكرى الثالثة للحركة الاحتجاجية الخالدة بالحوض المنجمي نتوجه إلى شهدائنا بالتقدير والإجلال والتعظيم مؤكدين لهم أنّ دمائهم الغالية لن تكون أثمن من أرواحنا وأن حقوقهم لن تضيع هدرا وإلى جرحانا بالتثمين والإكبار لما دفعوه ثمنا لكرامتهم مجددين لهم العهد بالوقوف إلى جانبهم حتّى استرداد الحقوق وإلى أسرانا المحكومين منهم والموقوفين الذين ينتظرون حكما جائرا من قضاء غير مستقل بالإخلاص والوفاء لقضيتهم وبالعهد على مواصلة المسيرة من أجل إطلاق سراحهم.
لكل أهالينا بالرديف نساء ورجالا وشبابا وأطفالا الذين انتفضوا دفاعا عن كرامتهم وحريتهم وحقّهم في المواطنة نقف لهم وقفة إكبار واحترام.
إنّ حركتنا كانت حجر الزاوية لجميع الحركات الاجتماعية من سيدي بوزيد إلى القصرين وإلى كل الربوع التي انتفضت توقا للحرية والعدالة ونحن نتوجّه إليهم وإلى شهدائهم بالتحية ونعبّر لهم عن مساندتنا ووقوفنا إلى جانبهم.
تمرّ اليوم ثلاث سنوات على انتفاضتنا والسلطة الدموية في تونس تتوجّه أكثر فأكثر نحو الانغلاق على نفسها ورفض التفاوض مع شعبها وعدم الاعتراف بالأزمة. بعد ثلاث سنوات على ثورتنا على الفساد والرّشوة والمحسوبية ها هي الأمور تسير نحو الأسوأ فيستشري الفساد أكثر ممّا كان في خطوة انتقامية تهدف إلى إذلال الشعب وتركيعه. ولم يجد النظام من مخرج لأزمته سوى بإحكام قبضته وتصعيد القمع والإرهاب البوليسي ضدّ شعبنا ممّا زاد في تأزيم الوضع وتعفنه ولم ينجح بكل أساليبه الردعية الشرسة في إخماد ثورة الجياع، ففي كلّ يوم يتفجر بركان جديد من براكين الفقر والحرمان ليلتحق بجموع الساخطين على سياسة الفساد.
اليوم 5 جانفي 2011 تحيي الحركة الاحتجاجية بالرديف ذكراها الثالثة وتونس تغرق في أزمة متعدّدة الأوجه سياسية واقتصادية واجتماعية... وتزيد غطرسة السلطة من تعميق هذه الأزمة فالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مازال نشاطها محظورا أو مازالت مقراتها محاصرة ونشاطاؤها مقموعون رغم الوعود والخطب والمحامون يحاصرون ويعتقلون في مقرات المحاكم تحت مرأى ومسمع القضاة حماة العدالة ويقتادون إلى مخافر التعذيب والتنكيل واتحاد الشغل يتواصل تدجينه وتهميشه ومحاصرة كلّ نشاط فيه والجمعيات والأحزاب تتواصل محاصرة مقراتها ومنع النشطاء من الدخول إليها ومصادرة صحفها ويتواصل التضييق على الإعلاميين الأحرار الشرفاء والاعتداء عليهم كما يتواصل قمع الطلبة والزّج بهم في السجن وحرمان الناشطين منهم من حقهم في الدراسة في خضم هذا الإطار السياسي والاجتماعي المحتقن تتواصل معاناتنا من سجن رفاقنا وبطالتنا التي طالت إلى محاصرتنا وتضييق الخناق علينا ممّا اضطرّنا مجدّدا إلى الدخول في اعتصام مفتوح بدار الإتحاد المحلي للشغل بالرديف مطالبين السلطة بالتراجع عن تصلبها وتفريج الوضع بتحقيقي المطالب وفتح حوار جدّي مع كلّ الأطراف المعنية والكف عن سياسة القمع والإرهاب.
عن الحركة الاحتجاجية بالرديف
عــدنان حــاجي
الرديف: 5 جانفي 2011