وتتواصل معاناة أعوان "باطام"
لم يكن يوم 7 أكتوبر 2008، يوما عاديا في ساحة محمد علي بالعاصمة، فكل من كان هناك أو مر بالأنهج القريبة منها لاحظ استثنائية الحركة الأمنية، إذ حضرت أعداد غفيرة من البوليس السياسي إضافة إلى غيرهم من فرق أمنية أخرى. إن الأمر يتعلق بعشرات العمال السابقين لشركة باطام الذين تجمعوا في ساحة الاتحاد رافعين لافتات تعبر عن مطالبهم وتنادي بالتضامن النقابي (وين التضامن وين) وضد السمسرة والتلاعب باليد العاملة وتندد بمالك المؤسسة وتعديه على حقوقهم وتدين البيروقراطية النقابية (يا حشاد شوف شوف الخيانة بالمكشوف) مركزين على ضرورة النضال لتحقيق مطالبهم (لا تفاوض ولا استسلام المطالب بالنضال، شادين شادين في إرجاع المطرودين) وكانت هذه الشركة التي ذاع صيتها في التسعينات وعرفت بالبيع بالتقسيط والتسهيلات في الدفع، قد تم بيعها إلى إحدى العائلات الحاكمة التي باعتها منذ أكثر من سنة إلى عائلة مقني التي وعدت بالحفاظ على نشاطها الاقتصادي وضمان بقاء عمالها في سالف عملهم، إلا أن المالك الجديد سرعان ما تراجع عن وعوده. في البداية عمد إلى تغيير اسم الشركة (كونوكورد للتجهيز) ثم بدأ بعملية "تطهير" الشركة و"تأهيلها" فأطرد 35 عاملا في مقدمتهم نقابيو المؤسسة وجمد أجور العمال لأربعة أشهر. العمال لم يبقوا مكتوفي الأيدي ونظموا جملة من التحركات الاحتجاجية بمقرات الشركة وخاصة الموجودة بالمنطقة الصناعية ببن عروس. ولم يجدوا المساندة المطلوبة بعد أن فشلت قيادة الاتحاد في إيجاد حلول لمشاكلهم. وهو ما دفعهم إلى تطوير أشكال نضالهم والاتجاه نحو ساحة محمد علي للقيام باعتصام. وقد حاولوا الخروج في مسيرة إلا أن الحشود الأمنية منعتهم وسط تجاهل القيادة النقابية لهم.
اتفاق في مصحة الفرابي
بعد اعتصام عمالي طويل وناجح بمصحة الفرابي بالعاصمة، تم إنهاء التحرك بعد إمضاء اتفاق بين النقابة وصاحب العمل تحت إشراف وزارتي الصحة العمومية والشؤون الاجتماعية والتضامن يقضي بتمكين 56 عونا من منحة مقابل الراحة السنوية الخالصة الأجر لسنة 2007 والسداسية الأولى من سنة 2008. مع موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج على منح الأعوان المذكورين منحة اجتماعية استثنائية. ومن المنتظر أن تتكون خلال شهر من هذا الاتفاق لجنة ممثلة عن كل الأطراف الحاضرة لمواصلة النقاش حول كل الإشكالات المستجدة ومنا مسألة التصنيف المهني والترفيه. لكن يبدو أن عديد العمال والنقابيين يشعرون بعدم الاطمئنان لهذا الاتفاق ويتخوفون من الالتفاف عليه.
إغلاق معمل ريكي بالجديدة
أغلق معمل ريكي بالمنطقة الصناعية بالجديدة مؤسسته بعد طرد تعسفي لعماله على مراحل. وكان أكثر من 40 عاملا قد دخلوا في شهر أوت وأوائل شهر سبتمبر في اعتصام بالمعمل المذكور في ظروف قاسية مطالبين بإرجاعهم للعمل وتسوية أوضاعهم المادية تم بمقتضاه إمضاء محضر اتفاق أشرف عليه والي منوبة بتاريخ 04 سبتمبر 2008 إلا أنه لم ير النور. وحتى الجلسة التي كان من المفروض أن تنعقد بين كل الأطراف بمقر ولاية منوبة في 6 أكتوبر الجاري لم تتم أمام دهشة العمال المطرودين وتخوفهم من وقوعهم تحت تلاعب السلطة والعرف.
وضع اجتماعي سيء بـ "توناراما"
رغم قدرتها التشغيلية الكبيرة والأرباح المالية الهامة التي يسهم فيها أكثر من 80 عاملا وعاملة، فإن أعوان شركة "توناراما" بتونس العاصمة يعانون صعوبات متعددة لعل أهمها التأخر المتواتر في منحهم أجورهم مما جعلهم يدخلون منذ 8 أكتوبر في إضراب عن العمل للمطالبة بأجر سبتمبر. كما كانوا قد نفذوا يوم 14 جوان أجرة شهر ماي. ويعاني العمال المذكورين من تقاعس نقابتهم وجامعة المعادن في الدفاع عن حقوقهم والتواطؤ مع صاحب العمل.
أمام استفحال أزمة البطالة وتدهور الأوضاع المعيشية بجهة القصرين والوقوف بالملموس على زيف الوعود الإستهلاكية المروجة في المجالس الجهوية بالأمس القريب لفائدة الشباب دخل يوم الأربعاء 24 سبتمبر كل من عادل قسومي (مجاز) وقيس عتوري (باكالوريا) ولطفي قسومي والعليمي عيشاوي ولطيفة عيساوي (فنيين سامين) في اعتصام وإضراب جوع بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين وقد حاول بعض أعضاء الإتحاد إخراجهم عنوة إلا أن الشبان المذكورين تشبثوا بحقهم في الشغل وإيصال صوتهم للنقابيين والإحتماء بدار الإتحاد في جهة اكتوت طويلا بالفقر وانعدمت فيها كل منابر التعبير عن الرأي وانسدت فيها كل الآفاق ولم يبق أمامهم إلا المخاطرة بحياتهم من أجل الحق الطبيعي والمقدس الشغل.
هذا ويتواصل إضراب الجوع عشية العيد لليوم السادس على التوالي وسط لامبالاة تامة من البيروقراطية النقابية وطنيا وجهويا وتجاهل من السلط الرسمية في فترة دقيقة وحساسة من المفروض أن تغمر فيها الفرحة والسرور أسر هؤلاء الشباب الذين لم يحضوا بالمساندة المنتظرة إلا من قبل عائلاتهم وعدد ضئيل من النقابيين لا يترجم ما تزخر به الجهة من الطاقات النضالية.
لكن يبدو أن الحسابات الخاصة لبعضهم والخشية من ردّة فعل السلطة والبيروقراطية للبعض الآخر واهتزاز المعنويات وترك الأمور للعفوية القاتلة هي التي تسيطر الآن على الجميع. فعسى أن تكون فترة ما بعد العيد أفضل للمضربين والمعتصمين وللحركة الإجتماعية بالجهة، وما على النقابيين الديمقراطيين إلا تحمل مسؤولياتهم كاملة وبكل جرأة من أجل الدفاع عن حق الشغل سواء تعلق الأمر بالمنخرطين باتحاد الشغل أو بغيرهم، إذ البطالة الطاحنة ليس لها وطن ولا جهة ولا فئة أو شريحة، كما ليس للنضال حدود مصطنعة أو تصنيفات وهمية.
ويعدّ هذا الإضراب عن الطعام الثاني من نوعه في أقل من شهر، حيث شنّ ثلاثة أساتذة من المعطلين من أصحاب الشهائد وهم محمد الناصر الرحيمي (أنقليزية) والصادق السايحي (فرنسية) واسماعيل الغرسلي (عربية) إضراب جوع واعتصام بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين يوم الخميس 28 أوت الفارط للمطالبة بحقهم في الشغل. وبعد أن أغدقت عليهم السلط الجهوية وعودا كاذبة بالتشغيل، عمد الإتحاد الجهوي إلى إخراجهم من المقر ورمى بهم على قارعة الطريق.
بعد صراع مع مرض عضال فارقنا مساء أمس المناضل الشيوعي جورج عدّة عن سنّ تناهز الـ92 سنة، وهو يعدّ من أبرز رموز الحركة الشيوعية في تونس.
تميّز الفقيد بانحيازه للعمال والكادحين في بلادنا وانتصاره لقضاياهم، حيث أنجز عديد المقالات والدراسات القيّمة حول الأجور والمقدرة الشرائية للأجراء، وتميّز أيضا بدفاعه المستميت على الحريات. أمّا على المستوى العربي فقد عُرف بمساندته للقضية الفلسطينية ودفاعه على الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على أنقاض الكيان الصهيوني الذي يعتبره زائلا لامحالة، وذلك على غرار ما عرفه نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا، وكان قد انتقد اتفاقات أوسلو التي اعتبرها خطوة خاطئة.
موكب الدفن سيقع غدا على الساعة الثالثة بعد الزوال بالفضاء اللائكي بمقبرة بورجل بالعاصمة.
إيقافات ببرج العكارمة
على إثر انتداب شركة فسفاط قفصة لأربعة وعشرين مرافق سائق لنقل الفسفاط من المظيلة إلى قابس، والتحاقهم بمراكز عملهم، قامت مجموعة من الشبان العاطلين عن العمل من منطقة برج العكارمة بالتجمّع أمام مركز الشركة بالمنطقة على أمل قيام هذه الأخيرة بانتدابات إضافية تشملهم، وذلك يوم 11 أوت 2008.
وحال وصول "معلومات" إلى بوليس المكان حضرت قوات أمنيّة مكثفة، وتمّ إيقاف ثمانية منهم نـُقلوا إلى منطقة المتلوّي أين تمّ الإفراج على ثلاثة في حين أبقي الخمسة الآخرون بحالة إيقاف. وقد ذكر شهود أن المفرج عنهم كانوا يحملون آثار تعذيب فظيعة.
وفي حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا من نفس اليوم قرّر الأهالي غلق الطريق للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين. وقد حصلت مواجهات كبرى في كامل الدشرة التي تعدّ ثلاثة آلاف ساكن تقريبا وتبعد عن معتمديّة المظيلة حوالي ثلاثة كيلومترات. إثر ذلك تمّ إيقاف عشرات الشبان منهم: محمّد علي قوادر، الصادق قوادر، سمير قوادر، فوزي عكرمي، أشرف موسى، بهاء الدين قوادر، عبد الملك قوادر، محمّد العروسي ضو، منصف قوادر، عبد المجيد عكرمي، طارق رمايسيّة...
وتشهد المنطقة حالة حصار وقمع شديدين إثر الأحداث المذكورة.
محاكمة
نظرت المحكمة الابتدائية ببنزرت يوم 19 أوت 2008 في استئناف الحكم الابتدائي الصادر عن محكمة ناحية بنزرت بتاريخ 5 أوت 2008 والقاضي بسجن كلّ من خالد بوجمعة وعثمان الجميلي وفوزي الصدقاوي وعلي النفاتي بتهم حق عام على خلفيّة اتهامهم بالمشاركة في مظاهرة نظـّمت بمدينة بنزرت يوم 25 جويلية إحياء لذكرى "عيد الجمهوريّة" رفعت خلالها شعارات مؤيّدة لمبادئ الجمهوريّة الحقيقيّة ومنددة بالرئاسة مدى الحياة.
ورغم نفي المتهمين المشاركة في تلك المظاهرة إلا أن المحكمة قضت بإدانتهم وسجنهم مـــدة 6 أشهر مع إسعاف اثنين منهم بتأجيل التنفيذ.
وقد تمسّك الدفاع ببطلان محاضر البحث نظرا لإجبار البوليس المتهمين على وضع بصمة إبهامهم أسفلها بعد رفضهم إمضاءها لأنها كانت معدّة سلفا. كما أن المتهمين ذكروا للمحكمة أنهم نقلوا إلى مقرات وزارة الداخلية بالعاصمة ولم يتمّ استجوابهم ببنزرت مثلما ذكر في المحاضر.
وبطلب من لسان الدفاع، تمّ الإفراج المؤقت عن عثمان الجميلي وخالد بوجمعة في انتظار تعيين جلسة جديدة للاستئناف.
لجنة نسائيّة
تكوّنت بمدينة قفصة لجنة نسائيّة جهويّة لمساندة السيدة زكية الضيفاوي التي حوكمت في الفترة الأخيرة أمام المحكمة الابتدائية بقفصة بالسجن لمدة ثمانية أشهر. وتتألف اللجنة من مناضلات بالجهة. وتعتزم اللجنة القيام بالعديد من الأنشطة لمساندة زكية والمطالبة بإطلاق سراحها.
محاصرة منزل الفاهم بوكدوس
حاصر عدد كبير من أعوان البوليس السياسي ظهر يوم الأربعاء 20 أوت 2008 محلّ سكنى عفاف بن ناصر والفاهم بوكدّوس.
ومن المعلوم أنّ الفاهم بوكدّوس مراسل قناة "الحوار التونسي" الذي تولـّى تغطية أحداث الحوض المنجمي مبحوث عنه منذ مطلع شهر جويلية.
تدهور صحة زياد الفقراوي
اضطرّ السجين السياسي زياد الفقراوي يوم 18 أوت 2008 إلى قطع الإضراب عن الطعام الذي بدأه مع باقي المساجين السياسيّين بسجن المرناقية وذلك بسبب التدهور الخطير لحالته الصحيّة.
ومن المعلوم أن زياد الفقراوي كان أطلق سراحه في أواخر جوان الماضي بعد أن قضى عقوبة بأكثر من ثلاث سنوات سجنا بمقتضى "قانون الإرهاب". ولكن البوليس السياسي أوقفه بعد شهر من إطلاق سراحه وأعاده إلى السجن بنفس التهم السابقة وبناء على نفس الأفعال المنسوبة إليه والتي كان حوكم من أجلها سابقا رغم طابعها الملفق أصلا.
وقد مُنعت عائلته من زيارته على مدى ثلاثة أسابيع وهو يقيم في العزلة.
منع من السفر (1)
لم تتمكن رجاء القوصري من العودة إلى فرنسا يوم الخميس الفارط 21 أوت 2008 بسبب رفض السلطات تمكينها من جواز سفرها الذي كان من المفروض أن تتسلمه يوم 14 أوت بعد تقديمها مطلبا لتجديده.
ولا شك أن رجاء القوصري تدفع بذلك ضريبة مواقفها المناهضة لدكتاتورية السابع من نوفمبر، كما تدفع أيضا ثمن سعي السلطات للانتقام من أخيها المناضل الحقوقي الأستاذ أنور القوصري نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خصوصا بعد مشاركته في تقديم التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية حول التعذيب في تونس.
منع من السفر (2)
للمرة الثانية على التوالي خلال 5 أيام أقدمت يوم 20 و 24 أوت 2008 السلطات على منع الصحفية والمناضلة الحقوقية سهام بن سدرين من السفر.
اعتصام من أجل إطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي
دخل يوم 16 أوت 50 نقابيا ومناضلا من المجتمع المدني في اعتصام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي.
اعتقالات
بعد الاستفراد البوليسي بالرديف وأم العرايس واعتقال العشرات من الشبان وإحالتهم على المحاكم، بدأت حملة مداهمات واعتقالات في صفوف أهالي المتلوي في أجواء ترهيبيّة وتنكيليّة، وقد أكدت بعض المصادر أن عدد الموقوفين تجاوز المائة ومن المنتظر أن يحال عدد هام منهم في قضايا تحقيقيّة، مع العلم أن المحالين إلى حدّ الآن على حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بقفصة من شبان المتلوي وأم العرايس تعلقت بهم اتهامات ترجع إلى بداية التحركات (وضع أشياء بالسكك الحديدية، تعطيل حرية المرور بالسبل العموميّة) التي وصفتها مصادر قريبة من السلطة حينذاك بالمدنيّة والسلميّة، وإذا بها تتحوّل إلى "إجراميّة" و"جنائيّة" بمجرّد تغيّر طريقة السلطة في التعامـل مع احتجاجات الحوض المنجمي، بما يحيلنا ضمنا إلى الطابع الكيدي والتلفيقي للقضايا المرفوعة وإلى الطابع الانتقامي والتصفوي لسلوك السلطة تجاه أهالي الحوض المنجمي، فهل سيتغيّر تكتيك السلطة مرّة أخرى تجاه المنجميّين وتعلن معتمدياتهم "مدنا عدوّة" ويُستنجد بالطائرات والمدافع لدكها وسحقها خاصة بعد أن استنفذت كلّ الطرق الأخرى: قتل، حصار عسكري وبوليسي، مداهمات، اختطافات، تنكيل محاكمات، تعذيب... أم مازال في جراب نظام بن علي أساليب أخرى قبل الوصول إلى ذلك؟ لا تتعجلوا فكلّ شيء متاح في "بازار" 7 نوفمبر!!
سرقات رغم أنف الجميع
افتقدت عائلة المسؤول النقابي الطيب بن عثمان ليلة اعتقاله مبلغا ماليّا قدره 780 دينارا لتصل خسائر هذه العائلة منذ "الغزو الأمني والعسكري" للرديّف إلى حوالي 20 ألف دينار، الجزء الأكبر منها ثمن آلات لصنع الحلويات اتهمت القوات الأمنيّة بسرقتها في إطار حملات خلع المحلات التجاريّة ونهبها والتي تضرّر منها بالخصوص باعة السجائر الذين فاقت خسائرهم عشرات الملايين من المليمات والتي أصبحت بموجبها مئات العائلات على حافة الجوع والبؤس. وعوض أن تفتح السلطة تحقيقا في الأمر وتعوّض للضحايا نراها تتـّهم الحقوقيّين بتزييف الحقائق وتشويه صورة السلط الأمنيّة في تحدّ وقح للصور التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي تجسّد عمليات خلع البوليس للمتاجر وسرقتها والتي أثارت تنديدا وشجبا واسعين. فهل أن قوانين البلاد قد نقحت سرّا، ووضعت عمليات النهب والسرقة تحت بند المسموح به الأمني لحماية "مصلحة الوطن العليا" في ظلّ أوضاع "التمرّد والعصيان"؟ اسألوا ما تبقى من دستور لعلّ أشلاءه تجيبكم!!
الرديّف تؤجّل أفراحها الصيفيّة
كان من المبرمج أن يحتفل عادل جيّار أحد قادة الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي بحفل زفافه أيّام 5 و6 و7 و8 أوت 2008، كما كان المهاجر الصغير بلخيري وأحد أشقائه ينويان إحياء حفل زواجهما بضعة أيام بعد عودته إلى أرض الوطن. لكنّ مشيئة السلطة التي زجّت بعادل جيـار والصغير بلخيري في السجن بتهم جنائيّة أبت إلاّ أن تحجب الفرحة عنهما وعن عائلتيهما وأصدقائهما. وعموما تأجلت كلّ الاحتفالات المبرمجة هذا الصيف بالرديّف فحتى الناجحون في امتحانات الباكالوريا لم يسعدوا بارتقائهم.
أوّل صيف منذ عقود لم تـُوَزّع مشروبات ومرطبات، ولم تلعلع زغاريد ولم تغن أغان ولم يرقص شباب، وفـُرض صمت طويل وحزن عميق، كيف لا وكلّ الأهالي مسّهم ولا يزال نوع من الانتهاكات والمدينة ما تزال تحت حصار أمني مطبق ويمنع فيها التجمّع والالتقاء. لا تستغرب الأمر فـ"تونس بلد الفرح الدائم"!!
مهاجرون من نوع خاص
عرفت مدينة الرديّف كغيرها من مدن الحوض المنجمي بكبر جاليتها في الدول الأوروبيّة، وعندما يعود هؤلاء في عطلة الصيف يتبدّل وجه المدينة تماما ويضيفون إليها رونقا خاصا وأجواء احتفاليّة لم يعهدها أهاليها في سائر أيام السنة. لكن صيف 2008 كان مختلفا تماما إذ تحاشى العديد منهم العودة خاصة بعدما بلغهم خبر إقحام عدد منهم في قضايا شباب الحوض المنجمي وقادة الحركة الاحتجاجيّة بتهم تقديم المساعدة الماديّة والتضامن المعنوي خاصة وأن المئات منهم وبالخصوص في مدينة نانت الفرنسيّة قد نظموا مسيرات وتجمعات وإضرابات جوع دوريّة تضامنا مع أهاليهم وتنديدا بانتهاكات السلطة في حقهم. هكذا تحرم المئات من العائلات المهاجرة من العودة إلى بلدانها بشكل طبيعي لمجرّد تنديدها بممارسات السلطة القمعيّة. يحدث هذا في الوقت الذي يطبّل فيه نظام الحكم في "الندوة السنويّة للتونسيّين بالخارج" لصواب سياساته تجاه المهاجرين ويعدّد شتى "التشجيعات" التي يغدقها عليهم: لعلـّه يقصد أولئك الذين يقبلون رشاويه ويتجسّسون على معارضيه ويصفقون لـ"نجاحاته" الانتخابيّة، أمّا غيرهم فغير مهاجرين، وغير تونسيّين...
قضاة أم موظفون في الداخلية؟
أكدت بعض المصادر أن جميع القضاة العاملين بجهة قفصة قد تمّ استدعاؤهم في الأيام الماضية إلى الاجتماع ليلا، وقد يأتي ذلك في إطار استنفار جهودهم استثنائيا للنظر في ملفات عشرات الموقوفين والمحالين قبل بداية الموسم الدراسي، فالسلطة تريد حسم ملف أبناء الحوض المنجمي أمنيّا وقضائيّا قبل أن ينقضي الصيف ولو كان ذلك على حساب عطل وراحة واستقلاليّة القضاة الذين يقع استدعاؤهم مثلما هو حال أعوان البوليس في استهجان لهذا القطاع وتبخيس له. وتجد السلطة تواطؤا من عدد هامّ من هؤلاء القضاة الذين لا يأذنون بالفحص الطبي لضحايا التعذيب ولا يفتحون تحقيقا في اتهامات بتدليس محاضر بحث ويهرسلون المحامين أثناء مرافعاتهم ويبالغون في تضخيم الأحكام في علاقة باحتجاجات اجتماعية. لكن والسلطة تتعجل الحسم الأمني والقضائي قبل منتصف سبتمبر تنسى أن لأهالي المعتقلين ولحركة التضامن الوطنيّة والدوليّة وزن قد يقلب موازينها وحساباتها، "واللي يحسب وحدو...!!"
تدهور صحة بشير العبيدي
أكـّد مصدر من المحامين أنّ الحالة الصحيّة للمناضل بشير العبيدي المعتقل بالقصرين صحبة المناضل عدنان الحاجي، قد تدهورت في الآونة الأخيرة (ارتفاع ضغط الدّم) نتيجة ظروف الاعتقال السيّئة. وقد طلب منه الطبيب أكل "المسّوس" وأخضعه للمراقبة الدّائمة (قيس الضغط).
إطلاق سراح مساجين فريانة
أطلقت السلطات يوم الجمعة 8 أوت 2008 المواطنين الذين اعتـُقِلوا إثر أحداث فريانة (القصرين) وحكمت عليهم محكمة المكان بعام سجنا، وقد استـُثنِي من هذا السراح مواطن واحد متـّهم بصبّ الدّهن الأحمر على المعتمد.
تخفيض أحكام
خفـّضت محكمة الاستئناف بقفصة في جلسة يوم الأربعاء 6 أوت 2008 الأحكام الصادرة فـي ثلاث قضايا على خلفيّة أحداث الحوض المنجمي من 6 و7 أشهر إلى 3 أشهر فقط، كما أقرّت حكما رابعا بثلاثة أشهر صادر على أحد المواطنين. وينهي هؤلاء الأربعة أحكامهم في أواخر شهر أوت.
ومن ناحية أخرى أجّلت ذات المحكمة النظر في ثلاث قضايا أخرى تهمّ ثلاثة مواطنين إلى جلسة 19 سبتمبر الجاري علما وأنّ المعنيّين أنهوا عقوبتهم وهم الآن بحالة سراح.
حملة قمعيّة بالمتلوّي
بدأ البوليس السياسي يوم 10 أوت الفارط حملة اعتقالات بالمتلوّي، ويشاع بين المواطنين أنّ المطلوبين قد يصل عددهم إلى 100.
الحكم على محمّد بن سعيد
حكمت محكمة الناحية بتونس يوم الأربعاء 6 أوت 2008 على الناشط الحقوقي محمّد بن سعيد بشهرين سجنا بتهمة عدم الامتثال لعون أمن. وهذه التهمة مفتعلة وقد جرت العادة بالحكم على مرتكبيها بخطيّة ماليّة فقط.
اعتداء فظيع على الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
تعرّض الأستاذ عبد الرؤوف العيادي إلـى اعتداء فظيع بسجن المرناقية وافتكّ منه هاتفه الجوال بتعلّة إقدامه على تصوير آثار التعذيب البادية على أحد منوّبيه. وبطبيعة الحال فالسلطة تريد التغطية على ممارسة التعذيب بكلّ الوسائل بما في ذلك الاعتداء على المحامين.
إضراب
دخل عمال "فلورتاكس"في إضراب من أجل إرجاع المطرودين والحق النقابي وتحسين ظروف العمل. وهذا الإضراب هو الرابع على التوالي خلال السنة الحالية.
اعتصام
دخل عمال مصنع "ريكي" بالمنطقة الصناعية بالجديدة شمال العاصمة باعتصام منذ يوم غرة أوت للمطالبة بإرجاع المطرودين والترسيم واحترام الحق النقابي وتحسين ظروف العمل.
أسرة بأكملها في إضراب عن الطعام
دخل السيد علي الصافي صحبة زوجته وأبنائه في إضراب عن الطعام منذ يوم 11 أوت الماضي احتجاجا على غلق مقهى بالقوة العامة وحجز معداته بعد 3 أيام فقط من افتتاحه من طرف علي الصافين بتعلة أنه بدون رخصة رغم أن هذا الأخير استظهر بكل الوثائق اللازمة. ويعتبر السيد الصافي هذا الإغلاق بمثابة عقاب له على القضية العدلية التي رفعها وربحها في طورها الابتدائي ضد 6 أعوان أمن اتهم بالاعتداء عليه بالعنف وقضت المحكمة بسجنهم 6 أشهر.
400 سجين يضربون عن الطعام
أضرب ما يقارب عن الـ400 سجين من الموقوفين والمحاكمين طبقا لقانون "مكافحة الإرهاب" عن الطعام خلال الفترة الممتدة من 15 إلى 25 أوت. وذلك للاحتجاج على الظروف التي يحاكمون فيها والتي تنتهك فيها حقوق الدفاع انتهاكا صارخا، ويبين فيها القضاء تبعية تامة للسلطة التنفيذية. فالأحكام تصدر دون تمكين المضنون فيهم من الدفاع عن أنفسهم، وهي عامة ما تكون قاسية ولا علاقة لها بالوقائع المنسوبة إليهم. وخلال الفترات الأخيرة أصبحت المحاكم تشدد في الأحكام سواء في الطور الابتدائي أو الاستثنائي خصوصا إذا كانت النيابة العمومية هي المستأنفة. وفي نفس الوقت يقوم القضاء، بطلب من البوليس السياسي بإعادة محاكمة ضحايا القانون المذكور أكثر من مرة بنفس التهم وبناء على نفس الوقائع لإبقائهم في السجن.
وقد عمدت إدارة سجن المرناقية خلال الإضراب إلى منع زيارة العائلات كما أنها رفضت توفير الإحاطة الطبية اللازمة للمضربين الذين تدهورت صحة العديد منهم بسبب الإضراب وكذلك بسبب ظروف الاعتقال القاسية.
وقد لوحظ خلال الإضراب وجود سيارة بيضاء كبيرة ويؤكد المعتقلون أن هذه السيارة خاصة بفرقة "مكافحة الإرهاب" وهي مصممة على شاكلة زنزانة متحركة تحتوي على أربعة أقفاص حديدية يحشر فيها الموقوفون.
وقد أكد المضربون عن الطعام لعائلاتهم أن أعوان فرقة أمن الدولة كانوا يدخلون خلال الإضراب إلى أجنحة السجن ويقتادون بعض المضربين زاعمين أنهم "مطلوبون للبحث معهم في قضاياهم" إلى"السيارة البيضاء" ومن ثمة إلى وزارة الداخلية حيث تم استنطاقهم حول إضراب الجوع: دوافعه وخلفياته وتنظيمه... ومن بين الأسئلة التي كانت تطرح على المعنيين: من هو المحامي أو المحامية أو المحامون الذين حرضوكم على خوض الإضراب؟ ومــــن يحرضكم داخل السجن؟ ومن الذي يشرف على تنظيم الإضراب؟ ومن الذي اتخذ قرار انطلاقه يوم 15 أوت؟ ومن بايعتم أميرا داخل السجن؟ من الذي يشرف على الغرفة؟ ومن هو المسمى أميرا على الجناح؟
اعتقال (1)
اختطف البوليس السياسي ظهر يوم 22 أوت 2008 الشاب إلياس منصر العضو بمكتب الشباب بجامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي. ويأتي هذا الاختطاف بعد اعتقال مجموعة من الشبان في نفس اليوم نذكر منهم: اسكندر البوغانمي، ومعز القاسمي، وبشير بن شعبان، ووائل العطاوي، وبشير المحمدي.
اعتقال (2)
هاجم البوليس السياسي ظهر يوم 27 أوت 2008 منزل الناشط الحقوقي السيد طارق السوسي واقتاده إلى مركز بوقطفة دون تمكينه من أخذ عكازيه اللذين لا يقدر على الوقوف بدونهما لأنه يحمل إعاقة.
اعتداء على مكتب الأستاذ جمال بيدة
تعرض مكتب الأستاذين جمال بيدة وسيدة الغزواني إلى السرقة بطريقة تحمل بصمات البوليس السياسي. فقد تمّت عملية السرقة دون خلع وفي "غفلة من رجال الأمن" خاصة وأن المكتب يقع في عمارة تطل على شارع رئيسي بالعاصمة. وقد أسفرت عملية السرقة عن فقدان الأستاذ بيدة لمبلغ من المال يقدر بثلاثة آلاف دينار و1500 يورو. للتذكير فإن عددا من مكاتب المحامين المعروفين بمعارضتهم للسلطة قد تعرضت للسرقة والتخريب في السنوات الأخيرة أشهرها حرق مكتب الأستاذ عياشي الهمامي.
تونس عدوة الأنترنيت
أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" بيانا بتاريخ 27 أوت الفارط عبرت فيه عن استنكارها للتضييقات الكثيرة والمتعددة والشاملة على الأنترنيت. وقالت المنظمة أن تونس تصنف في المراتب الأولى عالميا في قائمة الدول الأشد عداوة للأنترنيت. وذكرت بأن المنع يتم دائما تحت غطاء تقني إذ تؤكد الوكالة الوطنية للأنترنيت أن الحجب لا يتعلق إلا ببعض المواقع الإباحية وأنها كثيرا ما أجابت عن سبب حجب موقع ما بكلمة واحدة "مجرد عطل فني". وأشارت المنظمة أن هذه الحملة تجاوزت الطرق المعتادة إذ تصل الرسائل الإلكترونية فارغة ثم تختفي بعد لحظة من فتحها.
محاكمة "مسلحين إسلاميين"
حكمت محكمة تونسية يوم الخميس 28 أوت على 19 ممن قالت أنهم "مسلحون إسلاميون" بعد توجيه عدة تهم لهم من بينها "التخطيط لتنفيذ هجمات في دولة بشمال إفريقا" و"إرسال مقاتلين إلى العراق" و"محاولة تشكيل خلية إرهابية لشن هجمات داخل تونس" و"محاولة إقامة معسكر تدريب عسكري في منطقة الكاف بهدف تدريب مقاتلين وإرسالهم للقتال في العراق". وقد تراوحت العقوبات بين السجن لمدة عامين وثمانية أعوام.
وكما تلاحظون فإن كل التهم تبدأ بـ"محاولة" و"التخطيط"... وهو ما يعني أن النظام التونسي يحاكم النوايا وليس الأفعال.
أسبوع فقط يفصلنا عن العودة المدرسية وما تعنيه من مصاريف بالنسبة إلى العائلات. وتتزامن عودة هذه السنة مع حلول شهر رمضان الذي أنهك الجيوب المنكهة أصلا بفعل غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف العيش. ومما يزيد من أتعاب العائلات وخاصة الفقيرة منها أن الدولة تخلت عن دورها في دعم التعليم وصارت العائلة مطالبة بتغطية كل المصاريف من مبيت وأكل ولباس ونقل وأدوات مدرسية... وفي ظل هذه الحالة فإن توتر العائلات يزداد مع اقتراب موعد العودة وتزايد طلبات الأولاد والبنات. السلطة لم تحرك ساكنا واكتفت كعادتها بذر الرماد في العيون ورمي الفتات مرددة معزوفتها الممجوجة حول العناية بالعائلات المعوزة والمنح الرئاسية الموجهة للطلبة وصرف منح الإنتاج قبل موعدها وغيرها من المعزوفات التي لم تعد تنطلي على أحد.
استهلت رايس، وزيرة خارجية بوش، زيارتها لتونس بمطالبة بن علي بـ"القيام بإصلاحات ديمقراطية"، ولم يعلق هذا الأخير على هذا التصريح، خاصة وأن بيادقه عوّدونا على القول دائما بأن "تونس ليست في حاجة إلى دروس في الديمقراطية من الخارج". ولو أن مسؤولا في المعارضة اتصل بموظف في سفارة واشنطن فإن أصوات هؤلاء ستتعالى وتكيل الشتم وهتك الأعراض لهذا المسؤول الذي "استقوى بالخارج". لكن عندما يتعلق الأمر بوليّ نعمتهم فإنهم يلازمون جحورهم حتى ولو كانت من "تعطي الدروس في الديمقراطية" مجرمة حرب، كان من المفروض عدم السماح لها بتدنيس تراب تونس. لكن بن علي لا يكتفي بالصمت أمام ضيفته المبجلة بل ويمنع الشعب التونسي من "استقبالها" بالمسيرات المنددة.
بعد الإفراج عن مجموعة أولى من 7 من مساجين الحوض المنجمي يوم الأربعاء الفارط 10 سبتمبر، من ضمنها المهاجر التونسي الصغير بلخيري المقيم بمدينة نانت الفرنسية والموقوف منذ 1 أوت الفارط عند عودته إلى أرض الوطن لقضاء العطلة، وقع يوم أمس الجمعة إطلاق سراح مجموعة ثانية من 16 شخص، وهم:
1. عدنان المغزاوي
2. محمد بن عمارة العيد
3. العيد بن ابراهيم بن علي
4. منجي بن علي بن عبد الله
5. لزهر بن أحمد عبد الملك عمايدي
6. إسماعيل بن عبد العزيز الجوهري
7. بلال شرايطي
8. إدريس بن أحمد بوهالي
9. بوجمعة الشرايطي
10. علي بن سلطان الجديدي
11. سبتي بلعيد بلخيري
12. عامر بن محمد بن سلطان
13. منصور بن أحمد سوالمية
14. منصور بن عباس سوالمية
15. الحبيب بن محمد طبّابي
16. كمال بن خميس علوشي
وأسرة البديل إذ تتقدم بتهانيها الحارة لكافة المسرحين وإلى عائلاتهم، فإنها تذكّر بتواصل المحاكمات الجائرة والإيقافات والملاحقة في حق المئات من أبناء الحوض المنجمي وتدعو كافة مكونات المجتمع المدني (محامين، نقابيين، أحزاب، ...) إلى مواصلة وتكثيف حركة الدعم من أجل إيقاف كافة التتبعات ضدّهم جميعا.
إيقافات ببرج العكارمة
على إثر انتداب شركة فسفاط قفصة لأربعة و عشرين مرافق سائق لنقل الفسفاط من المظيلة إلى قابس، و التحاقهم بمراكز عملهم، قامت مجموعة من الشبان العاطلين عن العمل من منطقة برج العكارمة بالتجمّع أمام مركز الشركة بالمنطقة على أمل قيام هذه الأخيرة بانتدابات إضافية تشملهم، و ذلك يوم 11 أوت 2008.
و حال وصول "معلومات" لبوليس المكان حضرت قوات أمنيّة مكثفة، و تمّ إيقاف ثمانية منهم نـُقلوا إلى منطقة المتلوّي أين تمّ الإفراج على ثلاثة منهم في حين أبقي الخمسة الآخرون بحالة إيقاف. و قد ذكر شهود أن المفرج عنهم كانوا يحملون آثار تعذيب فظيعة.
و في حدود الساعة الواحدة و النصف زوالا من نفس اليوم قرّر الأهالي غلق الطريق للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين. و قد حصلت مواجهات كبرى في كامل الدشرة التي تعدّ ثلاثة آلاف ساكن تقريبا و تبعد عن معتمديّة المظيلة حوالي ثلاثة كيلومترات. و على الإثر تمّ إيقاف عشرات الشبان منهم: محمّد علي قوادر، الصادق قوادر، سمير قوادر، فوزي عكرمي، أشرف موسى، بهاء الدين قوادر، عبد الملك قوادر، محمّد العروسي ضو، منصف قوادر، عبد المجيد عكرمي، طارق رمايسيّة...
هذا و تشهد المنطقة حالة حصار و قمع شديدين إثر الأحداث المذكورة.
محاكمة
نظرت المحكمة الابتدائية ببنزرت يوم 19 أوت 2008 في استئناف الحكم الابتدائي الصادر عن محكمة ناحية بنزرت بتاريخ 5 أوت 2008 و القاضي بسجن كلّ من خالد بوجمعة و عثمان الجميلي و فوزي الصدقاوي و علي النفاتي بتهم حق عام على خلفيّة اتهامهم بالمشاركة في مظاهرة نظـّمت بمدينة بنزرت يوم 25 جويلية إحياء لذكرى "عيد الجمهوريّة" رفعت خلالها شعارات مؤيّدة لمبادئ الجمهوريّة الحقيقيّة و منددة بالرئاسة مدى الحياة.
و رغم نفي المتهمين المشاركة في تلك المظاهرة إلا أن المحكمة قضت بإدانتهم و سجنهم مدة 6 أشهر مع إسعاف اثنين منهم بتأجيل التنفيذ.
و قد تمسّك الدفاع ببطلان محاضر البحث نظرا لإجبار البوليس المتهمين على وضع بصمة إبهامهم أسفلها بعد رفضهم إمضاءها لأنها كانت معدّة سلفا. كما أن المتهمين ذكروا للمحكمة أنهم نقلوا إلى مقرات وزارة الداخلية بالعاصمة و لم يتمّ استجوابهم ببنزرت مثلما ذكر في المحاضر.
و بطلب من لسان الدفاع، تمّ الإفراج المؤقت عن عثمان الجميلي و خالد بوجمعة في انتظار تعيين جلسة جديدة للاستئناف.
لجنة نسائيّة
تكوّنت بمدينة قفصة لجنة نسائيّة جهويّة لمساندة السيدة زكية الضيفاوي التي حوكمت في الفترة الأخيرة أمام المحكمة الابتدائية بقفصة بالسجن لمدة ثمانية أشهر. و تتألف اللجنة من مناضلات بالجهة. و تعتزم اللجنة القيام بالعديد من الأنشطة لمساندة زكية و المطالبة بإطلاق سراحها.
محاصرة مقرّ سكنى عفاف بن ناصر و زوجها الفاهم بوكدوس
حاصر عدد كبير من أعوان البوليس السياسي ظهر يوم الأربعاء 20 أوت الجاري محلّ سكنى عفاف بن ناصر و الفاهم بوكدّوس دون سبب يذكر.
و من المعلوم أنّ الفاهم بوكدّوس مراسل قناة "الحوار التونسي" الذي تولـّى تغطية أحداث الحوض المنجمي مبحوث عنه منذ مطلع شهر جويلية.
تدهور الحالة الصحية لزياد الفقراوي
اضطرّ السجين السياسي زياد الفقراوي يوم 18 أوت الجاري إلى قطع الإضراب عن الطعام الذي بدأه مع باقي المساجين السياسيّين بسجن المرناقية و ذلك بسبب التدهور الخطير لحالته الصحيّة.
و من المعلوم أن زياد الفقراوي كان أطلق سراحه في أواخر جوان الماضي بعد أن قضى عقوبة بأكثر من ثلاث سنوات سجنا بمقتضى "قانون الإرهاب". و لكن البوليس السياسي أوقفه بعد شهر من إطلاق سراحه و أعاده إلى السجن بنفس التهم السابقة و بناء على نفس الأفعال المنسوبة إليه و التي كان حوكم من أجلها سابقا رغم طابعها الملفق أصلا.
و قد مُنعت عائلته من زيارته على مدى ثلاثة اسابيع و هو يقيم في العزلة.
منع من السفر (1)
لم تتمكن رجاء القوصري من العودة إلى فرنسا يوم الخميس الفارط 21 أوت 2008 بسبب رفض السلطات تمكينها من جواز سفرها الذي كان من المفروض تتسلمه يوم 14 أوت بعد تقديمها مطلبا لتجديده.
ولا شك أن رجاء القوصري تدفع بذلك ضريبة مواقفها المناهضة لدكتاتورية السابع من نوفمبر، كما تدفع أيضا ثمن سعي السلطات للانتقام من أخيها المناضل الحقوقي الأستاذ أنور القوصري نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خصوصا بعد مشاركته في تقديم التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية حول التعذيب في بلادنا.
هكذا تتحوّل عطلة مهاجرينا من نعيم إلى جحيم في بلاد السابع من نوفمبر !
منع من السفر (2)
للمرة الثانية على التوالي خلال 5 أيام أقدمت اليوم السلطات على منع الصحفية والمناضلة الحقوقية سهام بن سدرين من السفر. فبعد منعها من السفر إلى فيينا وتعنيفها من قبل البوليس السياسي يوم الأربعاء الماضي 20 أوت، منعها اليوم أعوان الديوانة من صعود الطائرة دون تقديم أيّ مبرّر.
إن أسرة البديل إذ تعبّر عن تضامنها مع المناضلة سهام بن سدرين، فإنها تندّد بسياسة الهرسلة والتنكيل التي تمارسها السلطة ضدّ المناضلين الحقوقيين والمعارضين بسبب آرائهم.
تعزية
فقد توفيق و جلال و نجيب و سعيدة و نجاة و الهادي و جمال بن بريك/الزغلامي يوم الخميس 21 أوت والدتهم العزيزة عن سنّ تناهز الـ81 عاما. و قد حضر موكب دفنها العديد من مناضلي الحركة الديمقراطيّة.
تعازينا الحارّة لكلّ بنات و أبناء الفقيدة و كافة أقاربها.
كان من بين ضيوف مؤتمر الحزب "الحاكم" رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس (أبو مازن). وبالطبع فإنّ من حقـّه أن يحضر أيّ مؤتمر يريد، فهو حرّ في اختيار أصدقائه. و لكن ما ليس له فيه حقّ هو أن يصرّح أمام العموم أنّ الشعب الفلسطيني مع بن علي في ترشحه لولاية خامسة وكأنّ الشعب الفلسطيني نوّب محمود عبّاس ليقول أنه مع الاستبداد، مع الرئاسة مدى الحياة، مع القمع المسلـّط على الشعب التونسي.
لا أحد بالطبع يمكنه أن يصدّق أنّ محمود عباس يتكلـّم باسم الشعب الفلسطيني بل هو يتكلـّم باسم مجموعة صغيرة من البيروقراطيّين الذين عجزوا عن توحيد شعبهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني وغرقوا في الفساد وسهّلوا الطريق لبروز حركة "حماس" واستيلائها بدورها على قطاع غزة والاستبداد بسكانها وتعميق الفرقة في الصف الفلسطيني.
لقد كان من الأولى بمحمود عباس أن يهتمّ بقضيّة شعبه وأن يبتعد عن التزلـّف الرخيص للطغاة العرب الذين لا مصلحة لهم في أن يروا الثورة الفلسطينيّة تتقدّم نحو الانتصار بل إنهم يتآمرون عليها ويتمنون وأدها لما تمثله من إلهام للشعوب العربيّة واسترضاءً لأسيادهم الامبرياليّين لكي يبقوهم في عروشهم الهشة.
والقذافي أيضا...
وبدوره، قدم القذافي إلى تونس بعيد مؤتمر الحزب الحاكم وعبّر عن "مساندة الشعب الليبي" لبن علي، والشيء من مأتاه لا يستغرب، فالعقيد يحكم ليبيا حسب أهوائه المتقلبة منذ سنة 1969 ودون أن تكون له أيّ وظيفة "رسميّة" في الدولة سوى كونه "قائد ثورة الفاتح"! ولا يبدو أنه ينوي التخلـّي عن الحكم، و بالتالي فمن مصلحته أن يحاط بحكام لا يتزحزحون عن كراسيهم.
ولكن "العقيد" اعتاد أن يكون أكثر "ذكاءً"، فهو يصرّح دائما أنـّه "ليس حاكما" أو "رئيسا" لأنّ الشعب في ليبيا "يحكم نفسه بنفسه" و بالتالي لا حاجة له بانتخابات، فكيف يناقض نفسه ويصبح في تونس مع "الحاكم" و"الرئيس" ويساند "ترشح" بن علي للانتخابات؟
إعتصام من أجل إطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي
دخل اليوم 50 نقابي ومناضل من المجتمع المدني في اعتصام بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة من أجل المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي.
توسّع الاعتقالات في الحوض المنجمي
بعد الاستفراد البوليسي بالرديف وأم العرايس واعتقال العشرات من الشبان وإحالتهم على المحاكم، بدأت منذ أيام حملة مداهمات واعتقالات في صفوف أهالي المتلوي في أجواء ترهيبيّة وتنكيليّة، وقد أكدت بعض المصادر أن عدد الموقوفين تجاوز المائة ومن المنتظر أن يحال عدد هام منهم في قضايا تحقيقيّة، مع العلم أن المحالين لحدّ الآن على حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بقفصة من شبان المتلوي وأم العرايس تعلقت بهم اتهامات ترجع إلى بداية التحركات (وضع أشياء بالسكك الحديدية، تعطيل حرية المرور بالسبل العموميّة) التي وصفتها مصادر قريبة من السلطة حينذاك بالمدنيّة والسلميّة، وإذا بها تتحوّل إلى "إجراميّة" و"جنائيّة" بمجرّد تغيّر طريقة السلطة في التعامل مع احتجاجات الحوض المنجمي، بما يحيلنا ضمنا إلى الطابع الكيدي والتلفيقي للقضايا المرفوعة وإلى الطابع الانتقامي والتصفوي لسلوك السلطة تجاه أهالي الحوض المنجمي، فهل سيتغيّر تكتيك السلطة مرّة أخرى تجاه المنجميّين وتعلن معتمدياتهم "مدنا عدوّة" ويُستنجد بالطائرات والمدافع لدكها وسحقها خاصة بعد أن استنفذت كلّ الطرق الأخرى: قتل، حصار عسكري وبوليسي، مداهمات، اختطافات، تنكيل محاكمات، تعذيب... أم مازال في جراب نظام بن علي أساليب أخرى قبل الوصول إلى ذلك؟ لا تتعجلوا فكلّ شيء متاح في "بازار" 7 نوفمبر!!
سرقات رغم أنف الجميع
افتقدت عائلة المسؤول النقابي الطيب بن عثمان ليلة اعتقاله مبلغا ماليّا قدره 780 دينارا لتصل خسائر هذه العائلة منذ الغزو الأمني والعسكري للرديّف إلى حوالي 20 ألف دينار، الجزء الأكبر منها ثمن آلات لصنع الحلويات اتهمت القوات الأمنيّة بسرقتها في إطار حملات خلع المحلات التجاريّة ونهبها والتي تضرّر منها بالخصوص باعة السجائر الذين فاقت خسائرهم عشرات الملايين من المليمات والتي أصبحت بموجبها مئات العائلات على حافة الجوع والبؤس. وعوض أن تفتح السلطة تحقيقا في الأمر وتعوّض للضحايا نراها تتـّهم الحقوقيّين بتزييف الحقائق وتشويه صورة السلط الأمنيّة في تحدّ وقح للصور التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي تجسّد عمليات خلع البوليس للمتاجر وسرقتها والتي أثارت تنديدا وشجبا واسعين. فهل أن قوانين البلاد قد نقحت سرّا، ووضعت عمليات النهب والسرقة تحت بند المسموح به الأمني لحماية "مصلحة الوطن العليا" في ظلّ أوضاع "التمرّد والعصيان"؟ اسألوا ما تبقى من دستور لعلّ أشلاءه تجيبكم!!
الرديّف تؤجّل أفراحها الصيفيّة
كان من المبرمج أن يحتفل عادل جيّار أحد قادة الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي بحفل زفافه أيّام 5 و6 و7 و8 أوت الجاري، كما كان المهاجر الصغير بلخيري وأحد أشقاءه ينويان إحياء حفل زواجهما بضعة أيام بعد عودته إلى أرض الوطن. لكنّ مشيئة السلطة التي زجّت بعادل جيار والصغير بلخيري في السجن بتهم جنائيّة أبت إلاّ أن لتحجب الفرحة عنهما وعن عائلتيهما وأصدقائهما. وعموما تأجلت كلّ الاحتفالات المبرمجة هذا الصيف بالرديّف فحتى الناجحون في امتحانات الباكالوريا لم يسعدوا بارتقائهم.
أوّل صيف منذ عقود لم تـُوَزّع مشروبات ومرطبات، ولم تلعلع زغاريد ولم تعل أغان ولم يرقص شباب، وفـُرض صمت طويل وحزن عميق، كيف لا وكلّ الأهالي مسّهم ولا يزال نوع من الانتهاكات والمدينة ما تزال تزح تحت حصار أمني مطبق ويمنع فيها التجمّع والالتقاء. لا تستغرب الأمر فتونس بلد الفرح الدائم!!
مهاجرون من نوع خاص
عرفت مدينة الرديّف كغيرها من مدن الحوض المنجمي بكبر جاليتها في الدول الأوروبيّة، وعندما يعودون إليها في عطلة الصيف يتبدّل وجه المدينة تماما ويضيفون إليها رونقا خاصا وأجواء احتفاليّة لم يعهدها أهاليها في سائر أيام السنة. لكن صيف 2008 كان مختلفا تماما إذ تحاشى العديد منهم العودة خاصة بعدما بلغهم خبر إقحام عدد منهم في قضايا شباب الحوض المنجمي وقادة الحركة الاحتجاجيّة بتهم تقديم المساعدة الماديّة والتضامن المعنوي خاصة وأن المئات منهم وبالخصوص في مدينة نانت الفرنسيّة قد نظموا مسيرات وتجمعات وإضرابات جوع دوريّة تضامنا مع أهاليهم وتنديدا بانتهاكات السلطة في حقهم، وهكذا تحرم المئات من العائلات المهاجرة من العودة إلى بلدانها بشكل طبيعي لمجرّد تنديدها بممارسات السلطة القمعيّة. يحدث هذا في الوقت الذي يطبّل فيه نظام الحكم في "الندوة السنويّة للتونسيّين بالخارج" لصواب سياساته تجاه المهاجرين ويعدّد شتى "التشجيعات" التي يغدقها عليهم: لعلـّه يقصد أولئك الذين يقبلون رشاويه ويتجسّسون على معارضيه ويصفقون لـ"نجاحاته" الانتخابيّة، أمّا غيرهم فغير مهاجرين، وغير تونسيّين...
تحشيد قضائي في قفصة
أكدت بعض المصادر أن جميع القضاة العاملين بجهة قفصة قد تمّ استدعاؤهم في الأيام الماضية إلى الاجتماع ليلا، وقد يأتي ذلك في إطار استنفار جهودهم استثنائيا للنظر في ملفات عشرات الموقوفين والمحالين قبل بداية الموسم الدراسي، وهكذا تريد السلطة أن تحسم ملف أبناء الحوض المنجمي أمنيّا وقضائيّا قبل أن ينقضي الصيف ولو كان ذلك على حساب عطل وراحة واستقلاليّة القضاة الذين يقع تحشيدهم مثلما هو حال أعوان البوليس في استهجان لهذا القطاع وتبخيس له. وتجد السلطة تواطؤا من عدد هامّ من هؤلاء القضاة الذين لا يأذنون بالفحص الطبي لضحايا التعذيب ولا يفتحون تحقيقا في اتهامات بتدليس محاضر بحث ويهرسلون المحامين أثناء مرافعاتهم ويبالغون في تضخيم الأحكام في علاقة باحتجاجات اجتماعية. لكن والسلطة تتعجل الحسم الأمني والقضائي قبل منتصف سبتمبر تنسى أن لأهالي المعتقلين ولحركة التضامن الوطنيّة والدوليّة وزن قد يقلب موازينها وحساباتها، واللي يحسب وحدو...!!
من يتحدّى من؟
انعقد من 30 جويلية إلى 2 أوت 2008 المؤتمر الخامس للحزب الحاكم الدستوري الديمقراطي، وقد سمّي بمؤتمر "التحدّي". ويرى فيه أصحاب الدار وخدمهم من مرتزقة أحزاب الديكور عنوان المرحلة القادمة بما تعنيه بالخصوص من مصاعب اقتصاديّة واجتماعيّة في حين قد ترى فيه المعرضة الديمقراطية مضاعفة لاحتكار القرار السياسي ومزيد تعميق الفوارق الاجتماعية والاستغلال الاقتصادي وتفعيل اتخاذ "التجمّع" كواجهة لسيطرة البوليس السياسي على جميع أوجه الحياة ببلادنا، في حين قد لا يرى فيه أهالي الحوض المنجمي سوى مزيد تحدّي فقرهم وبطالتهم ومزيد التشفي في معتقليهم ومحاكميهم... ولكن ماذا بعد التحدّي؟ هل هو السقوط المدوّي؟!!
تحرّك بالمظيلـّة
على إثر رواج خبر أنّ شركة الفسفاط بالمظيلة تنوي انتداب 24 سائقا، تجمع أمام مقرّ الشركة يوم الاثنين 11 أوت العشرات من المعطلين عن العمل. وبمرور الوقت ازداد عددهم، فما كان من البوليس إلا أن تدخل بوحشيّته المعتادة (ضرب، قنابل مسيلة للدموع...) واعتقل حوالي 30 مواطنا...
تعميق الجهويّات والضغائن
لاحظ أهالي الحوض المنجمي خلال الحملة القمعيّة التي يتعرّضون لها منذ شهر جوان الماضي بالخصوص أنّ معظم أعوان الأمن الذين استخدمهم نظام بن علي في هذه الحملة ينتمون إلى الجهات الشماليّة من البلاد (خصوصا الشمال الغربي والوسط الغربي) حتى لا يشعروا بأيّ حرج في قمع الناس، بل إنّ العديد منهم لمّا عاد إلى مركز عمله كان يقدّم الفظاعات التي ارتكبها على أنها "بطولات". وما من شك في أنّ هذا الأسلوب من شأنه أن يغذي الكراهية ويعمق الضغائن بين الجهات.
تدهور الحالة الصحيّة لبشير العبيدي
أكـّد مصدر من المحامين أنّ الحالة الصحيّة للسيّد بشير العبيدي المعتقل بالقصرين صحبة السيّد عدنان الحاجي، قد تدهورت في الآونة الأخيرة (ارتفاع ضغط الدّم) نتيجة ظروف الاعتقال السيّئة. وقد طلب منه الطبيب أكل "المسّوس" وأخضعه للمراقبة الدّائمة (قيس الضغط).
إطلاق سراح مساجين فريانة
أطلقت السلطات يوم الجمعة 8 أوت الجاري المواطنين الذين اعتـُقِلوا إثر أحداث فريانة (القصرين) وحكمت عليهم محكمة المكان بعام سجنا، وقد استـُثنِي من هذا السراح مواطن واحد متـّهم بصبّ الدّهن الأحمر على المعتمد.
تخفيض أحكام
نزلت محكمة الاستئناف بقفصة في جلسة يوم الأربعاء 6 أوت الجاري بالأحكام الصادرة في ثلاث قضايا على خلفيّة أحداث الحوض المنجمي من 6 و7 أشهر إلى 3 أشهر فقط، كما أقرّت حكما رابعا بثلاثة أشهر صادرا على أحد المواطنين. وينهي هؤلاء الأربعة أحكامهم في أواخر شهر أوت الجاري.
ومن ناحية أخرى أجّلت ذات المحكمة النظر في ثلاث قضايا أخرى تهمّ ثلاثة مواطنين إلى جلسة 19 سبتمبر القادم علما وأنّ المعنيّين أنهوا عقوبتهم وهم الآن بحالة سراح.
حملة قمعيّة بالمتلوّي
بدأ البوليس السياسي حملة اعتقالات بالمتلوّي، ويشاع بين المواطنين أنّ المطلوبين قد يصل عددهم إلى 100.
الحكم على الناشط الحقوقي محمّد بن سعيد
حكمت محكمة الناحية بتونس يوم الأربعاء 6 أوت الجاري على الناشط الحقوقي محمّد بن سعيد بشهرين سجنا بتهمة عدم الامتثال لعون أمن. وهذه التهمة مفتعلة وقد جرت العادة على الحكم على مرتكبيها بخطيّة ماليّة.
وبهذه المناسبة تستنكر البديل هذا الحكم الجائر وتطالب بإطلاق سراح المناضل محمّد بن سعيد فورا ودون قيد أو شرط.
الحكم على 4 نشطاء ببنزرت
حكمت محكمة الناحية ببنزرت يوم الثلاثاء 5 أوت الجاري على 4 نشطاء بالسجن لمدّة 6 أشهر نافذة لإثنين منهما (عثمان الجميلي وعلي النفاتي) و6 أشهر مع تأجيل التنفيذ للآخرين (فوزي الصدقاوي وخالد بوجمعة).
وقد حاصر البوليسي السياسي المحكمة لمنع النشطاء والمواطنين من حضور الجلسة. وقد تمّ الاعتداء على المحامي الأستاذ عبد الوهاب معطر بالعنف في باب قاعة الجلسة ممّا أدّى إلى تكسير نظاراته الطبيّة.
ومن جهة أخرى لم يتورّع البوليس السياسي عن شتم الأستاذة فدوى معطر ونعتها بـ"المومس" في محاكمة ألصقت فيها تهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة بالموقوفين.
كما منع البوليس السياسي زوجة الأستاذ عبد الوهاب معطر من دخول القاعة رغم أنّ القاضي رخص لها بذلك.
اعتداء فظيع على الأستاذ عبد الرؤوف العيادي
تعرّض الأستاذ عبد الرؤوف العيادي إلى اعتداء فظيع بسجن المرناقية وافتكّ منه هاتفه الجوال بتعلّة إقدامه على تصوير آثار التعذيب البادية على أحد منوّبيه. وبطبيعة الحال فالسلطة تريد التغطية على ممارسة التعذيب بكلّ الوسائل بما في ذلك الاعتداء على المحامين.
اعتقل البوليس السياسي بڤفصة صباح الثلاثاء 5 جويلية 2008 الآنسة زينب ڤلنزة، حيث تولـّى محمّد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد استجوابها حول الحياة الخاصة لمراسل قناة الحوار التونسي الفاهم بوكدّوس وزوجته عفاف بالناصر منسّقة اللجنة الجهويّة للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة، مستفسرا عن طبيعة علاقاتهما الخاصة وعن زوّارهما واهتماماتهما وأوضاعهما الماديّة.
إنّ اختطاف الآنسة زينب ڤلنزة لاستجوابها حول مثل تلك الأمور يثبت مرّة أخرى طبيعة الحصانة الممنوحة لأعوان البوليس السياسي بجهة ڤفصة والتي خوّلت لهم ممارسة كلّ التجاوزات والفضاعات في حقّ أهالي الحوض المنجمي من تقتيل وتعذيب وتنكيل وترهيب ومحاكمات وتحرّش جنسي. كما أنّ التدخـّل في الحياة الخاصّة للفاهم بوكدّوس وعفاف بالناصر يثبت مرّة أخرى همجيّة البوليس التونسي وتجاهله لكلّ القوانين والنواميس واستعداده لممارسة كلّ التجاوزات في حقّ معارضيه.
اعتقال
تمّ ليلة الاثنين 28 جويلية 2008 اعتقال المواطن عبيد الخلايفي من قبل البوليس السياسي بقفصة قرب مقرّ سكناه بزرّوق وهو موظف بإدارة إحدى المعاهد العليا بالمدينة. مع العلم أنّ المعتقل كان ناشطا منذ سنتين في اللجنة المحلـّية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بالرديّف وعضو اللجنة الجهويّة بقفصة وشقيق بلقاسم بن عبد اللـّه عضو اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل والمبحوث عنه في إطار المحاكمات التي تستهدف قادة وشبان الحركة الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي. وقد انقطعت أخباره حتى إحالته اليوم على حاكم التحقيق رغم أنّ ملفه فارغ، وقد رفض الإجابة على الأسئلة الموجهة إليه مطالبا بإحضار محامي.
منع
تحولت مجموعة من المحامين إلى القصرين لزيارة منوبيهم عدنان الحاجي وبشير لعبيدي إلاّ أنه وقع منعهم من الزيارة رغم استيفائهم كل الإجراءات القانونية.
كما وقع منع مجموعة أخرى من المحامين تحوّلوا إلى سيدي بوزيد من زيارة منوّبهم الطيب بن عثمان.
1- تجنيد تحت التهديد
لم يكتف النظام الحاكم في تونس بترسانته البوليسيّة والأمنيّة من قوات التدخّل والبوليس السياسي والُمخبرين لقمع وترويع أهالي الرديف، فقد أقدمت الأجهزة الأمنيّة صحبة المعتمد على جمع عملة المناولات وطالبتهم بتبليغ القوى الأمنيّة عن تحرّكات المناضلين والمحتجّين وأمكنتهم، كما سلّمت هذه الفرق بعض أصحاب المحلاّت والمقاهي أرقام هواتف سريّة للتبليغ والإرشاد، وقد هدّدتهم بقطع أرزاقهم واعتقالهم إن لم يُنجزوا هذه المُهمّة.
2- أم العرايس على خُطى الرديف
بعد أن فرغت الأجهزة الأمنيّة من مجزرة الرديف دهما واعتقالا وقتلا، توجّهت هذه القوات نحو مدينة أم العرايس لتبدأ سلسلة من المداهمات والاعتقالات بلغت أكثر من عشرة شبّان لا يزال مصيرهم مجهولا، علما وأنّ عدد المعتقلين مُرشّح للزيادة في الأيّام القادمة.
3- اختطاف
قامت فرقة خاصة باختطاف العيد بن عبد الستار بن علي وهو عامل بالسكك الحديد، دون معرفة مصيره، ويأتي هذا الاعتقال على خلفيّة مساندته للحركة الاحتجاجيّة بالرديف حول مطلب الشغل.
4- تحقيق في السجون
تعرّض كل من المناضلين بشير العبيدي وعدنان حاجّي لتحقيق مطوّل من طرف لجنة أمنيّة مُختصّة داخل السجن المدني بالقصرين وهو ما يُعدّ سابقة خطيرة وتعدّ على أبسط الحقوق المدنيّة والقضائيّة، إذ لا مُبرّر لمثل هذا التحقيق والاستنطاق بعد عرضهما على حاكم تحقيق قفصة.
5- السجن والمنفى
إمعانا في التنكيل بالمعتقلين والأهالي تمّ نفي المناضلين بشير العبيدي وعدنان حاجّي إلى السجن المدني بالقصرين بشكل منفصل عن بعضهما، أمّا الطيب بنعثمان فقد رُحّــل إلى السجن المدني بسيدي بوزيد وهو ما جعل أهاليهم يُعانون العذاب في زيارتهم لتفقد أحوالهم وحاجاتهم.
6- محاكمة الأحداث
طالت المحاكمات الأخيرة بقفصة أحداثا لم تتجاوز أعمارهم 16 سنة بتهم لا تتناسب مع سنّهم، وكانت الأحكام مُخزية وشديدة من قبل القاضي عبد الباسط الخالدي، وقد أبدى المحامون استغرابهم من هذه الأحكام الصادرة عن دوائر غير قضائيّة.
7- زيارة
قام المناضل الكبير علي بن سالم عن الجمعيّة التونسيّة لمناهضة التعذيب بزيارة لمدينة الرديف يوم الخميس 24 جويلية 2008 ليطّلع على أحوال الأهالي ومعاناتهم من الحصار والقمع، وقد تفقد عائلات المصابين بالرصاص، وزار عائلات المُعتقلين الذين حمّلوه رسائل تُصوّر حجم المعاناة التي يعيشونها.
8- زيارة ممنوعة
زارت المحامية الحقوقيّة راضية النصراوي السجن المدني بقفصة يوم 24 جويلية 2008 لتطّلع على أحوال معتقلي الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي صحبة المحامي الفاضل علي كلثوم، ثم توجّها نحو مدينة الرديف في زيارة لأهالي المعتقلين، لكنّ قوات البوليس والإرشاد السياسي وعلى رأسهم الجلاّد محمد اليوسفي كانوا قد أغلقوا عليهم الطريق عند مدخل أم العرايس ليمنعوهم من المرور، وقد تواصل هذا المنع لأكثر من 6 ساعات وهو ما جعل المحاميين يعودان إلى مدينة قفصة تحت رقابة أمنيّة مُشدّدة.
9- عمدة زرّوق/قفصة على المكشوف
يبدو أنّ عمدة زروق من مدينة قفصة ترك مهامه المدنيّة لينجز مهامّا أمنيّّة، فقد هجر مكتبه وأوراقه وأصبح يطوف ليلا نهارا بمنازل الناشطين السياسيين والحقوقيين الذين يُساندون مطالب الحوض المنجمي لينقل أخبارهم إلى مصالح الإرشاد السياسي، وهو ما جعل أهالي زرّوق يتشكّون من غياب خدماته الأصليّة.
10- أين ذهبت شركات المناولات
كان من مكاسب الحركة الاحتجاجية في الرديف تمكين أصحاب الشهائد العليا المُعطّلين من شركات مناولة، وكان من بين الحاصلين على هذا المكسب الحفناوي بنعثمان ورضوان بوزيّان، الذين تمّ اعتقالهما لكي تُمنح شركتيهما إلى المُتنفذين ماليّا وحزبيّا، وبذلك تكون السلطة قد منحت بعض المكاسب الجزئيّة لفائدة المُحتجّين من أجل كسب الوقت لتقمع انتفاضة الفقراء وتتراجع عن كل ما أتّفق عليه مع لجنة المفاوضات، بل إنّ لجنة المفاوضات تقبع في السجون.
11- قوات بوليس أم عصابات سرقة ونهب
يبدو أنّ مسلسل النهب والسرقة أصبح سلوكا مُمنهجا لدى وزارة الداخليّة، فبعد عمليات السطو والسرقة للمحلاّت والممتلكات والتي عرضت قناة الحوار التونسي وقناة الجزيرة صورة من هذه العمليات امتدّت أياديهم للممتلكات الشخصيّة للمعتقلين في منطقة الشرطة بقفصة، ولم توضع ممتلكاتهم كودائع بل نفت منطقة الشرطة سرقتها لحاسوب محمول كان بحوزة المُعتقل الحفناوي بنعثمان ولا أموال المعتقلين أو هواتفهم الخلويّة، وقد عبّر المحامون عن سُخطهم من هذا السلوك الهمجي والمشين.
12- تهديد
حملة الترهيب التي تتعرّض لها مدينة الرديف طالت الأطفال والنساء، فقد اتصلت الفرق الأمنيّة المُختصّة بزوجات المُعتقلين وهدّدتهم بالاعتقال والعنف إن هُــنّ تحرّكن من منازلهنّ، وقد طالبوهنّ بالصمت وعدم الاتصال أو الرد على وسائــل الإعلام مهما كان نوعها.
13- أنت مطلوب؟
ليس هناك من حديث في مدينة الرديف هذه الأيّام سوى "قائمة المطلوبين" وأصبح الحديث اليومي للناس "هل اسمي موجــود؟... نزلت قائمة جديدة بها 99 مطلوبا... في القائمة نساء..."، وهي حالة من الرعب اليومي جعل المدينة تعيش حالة اختناق تُنذر بانفجار شديد...
انطلقت صبيحة هذا اليوم، الأحد 27 جويلية 2008، مسيرة كبيرة بمدينة الرديّف، شارك فيها بين 400 و500 مواطنة ومواطن جلـّهم من النساء والشبّان. وقد دامت هذه المسيرة التي انطلقت من أمام مركز البريد قرابة السّاعتين (من التاسعة إلى الحادية عشر صباحا) جاب خلالها المتظاهرون شوارع المدينة مردّدين عديد الشعارات من أهمها:
السّجين أوّلا، والحوار ثانيا
يا سجين ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح
نعم سنموت ولكنـّنا سنقتلع القمع من أرضنا
لن نعود لن نعود، حتـّى يرجع المسجون
يا مواطن يا ضحيّة، اخرج عبـّر عالقضيّة
يا نظام يا جبان، شعب الرديّف لا يهان
إرادتنا حرّة حرّة، والمسيرة مستمرّة
وقد طوّق البوليس المسيرة، وهدّد أحد المسؤولين الأمنيّين السيدة جمعة الحاجي زوجة السجين عدنان الحاجي متـّهما إيّاها بالتحريض بعد أن وزّعت عشرات النسخ من رسالة زوجها من داخل أسوار السجن إلى الرأي العام.
وقد حرص النساء قبل الانسحاب من الشارع على تأمين وصول الشبان الذين شاركوا في المسيرة إلى ديارهم.
إنّ هذه المسيرة تؤكد فشل الخيار القمعي الذي عوّل عليه نظام بن علي لإخماد صوت أهالي الرديّف. وإصرار هؤلاء على الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة وفي مقدّمتها إطلاق سراح أبنائهم المعتقلين.
ونحن في حزب العمّال إذ نساند بكلّ قوّة أهالي الرديّف وأهالي كافة مدن الحوض المنجمي في نضالهم المشروع فإننا نقول لهم: إلى الأمام فالنضال هو طريق الخلاص.
تحيّة إلى أهالي الرديّف الصامدة.
تحيّة إلى شهدائها وشهداء الحوض المنجمي وكلّ شهداء الشعب التونسي.
تحيّة إلى نسائها المناضلات العنيدات.
تحيّة إلى شبابها النابض بالحياة.
تحيّة إلى المعتقلين بسجون قفصة والقصرين وسيدي بوزيد دفاعا عن الخبز والكرامة.
انتقاما من أهالي الرديف إثرالمسيرة التي نظموها صباح اليوم للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، عمدت السلطات إلى إعادة انتشار عدد كبير من القوات الأمنية مدججين بمختلف الآليات (كاسحات طرق وغيرها).
وتؤكد المعلومات الواردة علينا من هناك أنّ الأوضاع سيئة جدّا حيث عمدت قوات البوليس إلى محاصرة المدينة وقامت بمداهمات همجية للمنازل مروّعة الأهالي، كما استعملت الغاز المسيل للدموع على نطاق واسع.
كما عمدت إلى إيقافات عديدة، تقدّر بأكثر من 15 موقوفا حسب ما تلقيناه من أخبار، ويوجد من بين الموقوفين:
1. عبد العزيز أحمدي، أستاذ
2. سالم بوصلاحي، أستاذ
3. معمّر عمايدي، معلم
4. فوزي بوصلاحي، عامل منجمي
5. كمال خلايفي، أستاذ
وأمام هذا التردي الخطير للأوضاع، أطلق أهالي الرديف نداء إلى الرأي العام للوقوف إلى جانبهم في وجه القمع المسلّط عليهم.
كما علمنا أيضا أن المناضلة الحقوقية والسياسية زكية الضيفاوي (التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات) قد تعرضت اليوم للإيقاف بمدينة الرديف إثر تنقلها هناك لزيارة ومساندة عائلات موقوفي الحوض المنجمي.
"البشمرقة" يغادرون الرديّف
بعد انسحاب الجيش منذ أيام من مدينة الرديّف، غادرت الأغلبيّة الساحقة من التعزيزات الأمنيّة المدينة ليلة الأربعاء 23 جويلية 2008 بعد أسابيع من "الاحتلال" و"الحرب المفتوحة" على الأهالي العزّل ارتكبت فيها أبشع الفظاعات واعتقلت فيها كلّ قيادات الحركة الاجتماعيّة وعشرات الشبّان ممارسة عليهم أبشع أنواع التعذيب ومحيلة إياهم على المحاكم في قضايا مفبركة وخطيرة. لكن هذا لم يمنع تواصل المضايقات الأمنيّة والاستفزازت البوليسيّة التي يقودها عناصر البوليس السياسي المستنجدين بسيّارات على وجه الكراء. وقد أطلق الأهالي على التعزيزات الأمنيّة التي كانت تحتلّ المدينة تسمية "البشرمقة" تشبيها لهم بميليشيات الأحزاب الكرديّة العميلة للأمريكان في شمال العراق.
غزالة المحمّدي ممنوعة من السفر
بعد طردها التعسفي من العمل في جمعيّة تنمويّة بقصر قفصة على خلفيّة مساندتها لاحتجاجات أهالي الحوض المنجمي، منع البوليس السياسي صباح الخميس 24 جويلية الناشطة النسائية غزالة المحمدي من امتطاء الطائرة من مطار تونس قرطاج الدولي لحضور فعاليّات المنتدى الاجتماعي المغاربي الذي ينعقد في المغرب انطلاقا من يوم الجمعة 25 جويلية 2008، مخافة أن تقدّم شهادة تدين جرائم نظام بن علي تجاه الأهالي المحتجين على سياسته الاجتماعيّة والاقتصاديّة بمدن الحوض المنجمي منذ 5 جانفي الماضي. وقد برّر البوليس السياسي فعلته هذه بتشابه في الأسماء واحتجز جواز السفر لأجل غير معلوم.
حملات اعتقالات بأمّ العرائس
بدأت الأجهزة الأمنيّة منذ الأسبوع الماضي حملة اعتقالات مركزة على معتمديّة أمّ العرائس تستهدف العشرات من الشبان الذين احتجوا في فترات سابقة ووقعت تسوية وضعياتهم بأشكال مختلفة، ولئن أحيل البعض على حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بقفصة فمن المنتظر أن يشمل الأمر أعدادا أخرى في ظلّ تواصل نفس النهج الأمني الذي مورس طيلة أسابيع بمدينة الرديّف.
حصار
تمّ مساء الأربعاء 23 جويلية محاصرة منزلي المناضلين محمّد عبّو والعياشي الهمّامي بعشرات من أعوان البوليس السياسي الذين جاؤوا في سيّارات ودرّاجات ناريّة مانعين الدخول إليهما.
منع اجتماع تضامني مع أهالي الحوض المنجمي
توجّه يوم الأربعاء 23 جويلية 2008 العديد من المناضلين إلى المقر المركزي لحركة التجديد الكائن بشارع الحرية لحضور اجتماع تضامنيا مع أهالي الحوض المنجمي. ولكنهم فوجئوا بطاقم استقبال متكوّن من أعوان البوليس السياسي موزع على مجموعات منهم من يعترض الوافدين على بعد بضعة أمتار ومنهم من يمنع غير المنتمين للحزب الذين تجاوزوا الحاجز الأوّل من الدخول إلى المقر. وقد طال المنع مناضلي الأحزاب والمجموعات المكوّنة للمبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم. وكالعادة لم يفوّت أعوان البوليس الفرصة لاستفزاز بعض المناضلين وتهديدهم. وفي قضية الحال تقف السلطة موقف القاتل والجلاد وتحاصر الضحية وتأبى على أهله التعبير عن أبسط معاني التآزر. ورغم ذلك فالقضية ستبقى قائمة بكل أبعادها وستشكّل إدانة لسلطة فاق قمعها لأهالي الحوض المنجمي ما اقترفه الاستعمار الفرنسي في المظيلة والرديف سنة 1937.
وفي بيان أصدرته يوم الأربعاء رفعت حركة التجديد "احتجاجا صارما على هذا التصعيد غير المسبوق الممارس ضدها" وطالبت السلطة "بالإقلاع نهائيا عن مثل هذه الممارسات اللاديمقراطي". كما أدانت أحزاب المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم منع الإجتماع ودعت "السلطة لمراجعة نهجها التصعيدي وإقرار إجراءات إنفراجية عامة".
منع الأستاذة راضية النصراوي من دخول الرديف
توجهت الأستاذة راضية النصراوي صحبة المناضل الحقوقي عمّ علي بن سالم مساء الخميس الفارط إلى مدينة الرديف قصد زيارة عائلات مناضلي الحوض المنجمي الموقوفين، إلاّ أنّ قوات البوليس اعترضت سبيلهما ومنعتهما من مواصلة الطريق بدعوى صدور تعليمات في ذلك. وهو ما جعل السيدة جمعة الحاجي تتحمل أعباء التنقل في ساعة متأخرة رغم هشاشة حالتها الصحية لملاقاتهما والحديث معهما حول أوضاع زوجها عدنان الحاجي المعتقل بسجن القصرين.
الطيب بن عثمان في سجن سيدي بوزيد
في إطار سياسية التنكيل بقيادات الحركة الاجتماعيّة بالحوض المنجمي المعتقلين. تمّ نقل عضو النقابة الأساسيّة للتعليم الأساسي بالرديّف المناضل الطيّب بن عثمان إلى السجن المدني بسيدي بوزيد لمنعه من الالتقاء ببقيّة سجناء الحركة ولإرهاق عائلته في زيارته. وكان هذا الإجراء غير القانوني قد طبّق على المناضلين عدنان الحاجي وبشير العبيدي الذين نقلا إلى السجن المدني بالقصرين.
لجنة نقابية وطنية لمساندة الحوض المنجمي
تواصل اللجنة النقابية الوطنية لمساندة الحوض المنجمي اجتماعاتها التحضيرية لتنظيم تحرك لمساندة أبناء الحوض المنجمي وخاصة الذين ذهبوا ضحية الحملة القمعية التي شنت ضدهم منذ بداية شهر جوان الماضي.
ويذكر أن هذه اللجنة تتركب على العموم من كتاب عامين أو أعضاء من النقابات العامة والجامعات المهنية مثل التعليم الثانوي والأساسي والصحة والبريد والصناديق الاجتماعية.
وتعتزم اللجنة تنظيم تحرك قبل نهاية الشهر الجاري وتجري اتصالات مع القيادة من أجل أن يكون هذا التحرك تحت لواء الاتحاد العام التونسي للشغل وفي فضاءاته.
وللتذكير فإن المكتب التنفيذي الموسع الأخير ومجلس القطاعات كانا عبّرا عن تمسّك أغلب المسؤولين النقابيين في القطاعات والجهات (عدا البعض) بضرورة الوقوف إلى جانب أهالي الحوض المنجمي والمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين منهم.
لجنة نقابية جهوية بتونس العاصمة لمساندة الحوض المنجمي
ببادرة من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بتونس العاصمة طالبت عدة قطاعات من الجهة الاتحاد الجهوي بتونس عقد هيئة إدارية جهوية وتشكيل لجنة مساندة للحوض المنجمي تشرف على تنظيم التحركات لمساندة بنات وأبناء الحوض المنجمي.
وقد انضم إلى هذه المبادرة أكثر من 8 قطاعات ممثلة في نقاباتها الجهوية وفروعها الجامعية. ويجري البعض منها اتصالات في الغرض مع الاتحاد الجهوي وينتظر أن يقع الإعلان عن هذه اللجنة في غضون الأيام القا
1. جلسة ممتازة للمجلس الجهوي لولاية قفصة:
قامت السلطة بعقد جلسة ممتازة للمجلس الجهوي لولاية قفصة يوم الأربعاء ألقى خلالها بن علي خطابا أعلن فيه جملة من الإجراءات غلب عليها الطابع الشكلي. ورغم إقراره بـ"الإخلالات المسجلة في عملية الانتداب بشركة فسفاط قفصة والتجاوزات الحاصلة بشأنها" فإن الخطاب تضمن عديد المغالطات حول "تصحيح الوضع" بخصوص عملية الإنتداب وغيرها، كما جدّد تجريمه للأهالي الذين هبّوا للدفاع عن حقهم في الشغل وفي حياة كريمة واتهامهم بـ"الإخلال بالأمن العام والاعتداء على الأملاك العمومية والخاصة".
إنّ أيّ خطوة في اتجاه انفراج حقيقي للأوضاع بالجهة تتطلّب أوّلا وقبل كل شيء الإفراج الفوري عن كافة الموقوفين والمسجونين وإلغاء كافة التتبعات والأحكام الجائرة المسلطة على أبناء الحوض المنجمي ورفع الحصار البوليسي المضروب على الجهة.
2. تحريض:
ما زال وكيل الجمهوريّة بالمحكمة الابتدائيّة بقفصة "عبد الكريم بن رمضان"، يواصل منذ مدّة التأليب على حزب العمّال الشيوعي التونسي في جلساته الخاصة والعامّة، ويدعو للقضاء عليه محمّلا إيّاه مسؤوليّة انتفاضة الحوض المنجمي. ولعلّ الإذن الأخير بإصدار بطاقة جلب في حقّ مناضل الحزب عمّار عمروسيّة، ومراسل قناة الحوار التونسي والسجين السياسي السابق الفاهم بوكدّوس يأتي في هذا الإطار، والذي دون شكّ يجد مباركة من "شريكه" مدير إقليم الأمن الوطني "سامي اليحياوي" الذي ذكر اسمه عديد المرات في شهادات حول التعذيب الذي تعرّض له نشطاء وقادة الحركة الاحتجاجيّة بالرديّف وغيرها من المدن وُصِف فيها بكونه المشرف المباشر على كلّ ما حصل من انتهاكات وفظاعات.
إنّ السيّد وكيل الجمهوريّة ينزع عن نفسه بهذا التحريض كلّ صلة له بالقضاء والسهر على تحقيق العدالة، ويتحوّل كما هو الحال في كلّ الأنظمة البوليسيّة المشابهة إلى معاون أمني لا غير، يسهر على الزجّ بالنشطاء السياسيّين والحقوقيّين في قضايا ذات طابع ملفق ومفبرك لأغراض سياسيّة بحتة. إنه بهذه الممارسة يلوي عنق الحقيقة ويحاول يائسا التغطية على الأسباب الحقيقيّة لانتفاضة الجياع بالحوض المنجمي التي لا شكّ ستنهض من جديد وتتوسّع مادامت السلطة مصرّة على خياراتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة المجحفة التي لن تخلـّف سوى البطالة والفقر والحرمان والتهميش...
3. تحقيق:
أحيل يوم الاثنين 14 جويلية 2008، الشابان محمّد بن عبد الباقي بويجي وصابر خليفي، أمام حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بقفصة في إطار القضايا التحقيقيّة الأخيرة وقد رفض المتهمان كما هو حال محاميهم الإمضاء على محضر التحقيق نظرا لعدم تنصيص حاكم التحقيق على أنّ الشابين لم يقع بحثهما عند باحث البداية بل أجبرا على التوقيع على محضري بحث مستنسخين. وقد أصدر حاكم التحقيق بطاقتي إيداع بالسجن المدني بزروق (قفصة) في حق الشابيّن.
4. تقسيم:
تمّت إحالة أغلبيّة الموقوفين الأخيرين في قضايا الحوض المنجمي على حاكم التحقيق الأوّل في قضيّة تحت عدد 15137، وقد قرّرت السلطة إحالة البعض الآخر على حاكم التحقيق الثاني في قضيّة تحت عدد 15136 للتخفيف من حجم القضيّة وأهميّتها.
5. تدليس:
يبدو أنّ محاولات محاميي شبّان الحوض المنجمي لتقديم شكوى ضدّ باحثي البداية: الحسن نصيب محافظ الشرطة العدليّة بالمتلوّي، وعبد الكريم سعايدية العون الكاتب بتهمة تدليس محاضر بحث، باتت تلقى التسويف واللامبالاة رغم فظاعة عمليّات التدليس الحاصلة، وخاصة في ملف أحمد فجراوي إذ توجد ثلاث نسخ مختلفة من محضر بحثه.
مثول بشير العبيدي وعادل جيار أمام قاضي التحقيق بقفصة
مثل اليوم الثلاثاء 8 جويلية كل من الإخوة بشير العبيدي وعادل جيار أمام قاضي التحقيق بقفصة في نفس القضية التي أحيل من أجلها الأخ عدنان الحاجي، وأكد الإخوة بشير وعادل أنهم أجبروا على إمضاء المحاضر لدى الباحث الإبتدائي ونفوا كل التهم الموجهة إليهم وأكدوا على الطابع السلمي والقانوني للتحركات الإحتجاجية التي عرفتها الرديف، وقد تم إيداع الاخ بشير العبيدي بالسجن المدني بالقصرين والأخ عادل جيار بالسجن المدني بقفصة، وقد حضر التحقيق الأساتذة: مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبد الستار موسى عميد المحامين، عياشي الهمامي، علي كلثوم، رضا الروادي، حسين التباسي، شوقي زراوفي، بن بوبكر
تواصل الإيقافات
الإثنين 7 جويلية 2008 تم إيقاف الأزهر عميدي (معلم) ومحمود هلالي (معلم)
الثلاثاء 8 جويلية 2008 تم إيقاف محمد الهادي بوصلاحي عند عودته من مدينة صفاقس
الثلاثاء 8 جويلية 2008 تم إيقاف رضا فجراوي بإحدى مقاهي الرديف وهو من المعطلين من أصحاب الشهائد
إضراب جوع:
منذ 30 جوان 2008 يشن 15 موقوفا من أهالي الرديف إضراب جوع وبنفس الجناح بالسجن المدني بقفصة ويتواصل إضراب الجوع إلى حدود اليوم حسب ما أكدته بعض عائلات الموقوفين مع العلم أن هذه المجموعة تم إيقافها قبل أحداث 06 جوان 2008.
عن لجنة مساندة أهالي الحوض المنجمي
مسعود الرمضاني
عبد الرحمان الهذيلي
تجمّع نقابي
تجمّع يوم 25/06/2008 ما يقارب 100 إطار نقابي بساحة محمد علي بتونس العاصمة للمشاركة في رفع الحصار الإعلامي والبوليسي على منطقة الحوض المنجمي ومساهمة منهم في النضال ضد آلة القمع البوليسي التي أودت بحياة 4 مواطنين أحدهم وقع إطلاق الرصاص عليه.
وقد تداول على الكلمة في هذا التجمع العديد من المناضلين النقابيين من مختلف القطاعات والمسؤوليات وأصدروا بيانا. وهذا التجمع هو الثاني من نوعه الذي يقام خلال شهر جوان بتونس العاصمة بمبادرة من إطارات نقابية.
زياد الفقراوي يواصل الإضراب عن الطعام
ردّا على التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية يوم 23 جوان 2008 تحت عنوان "استباحة حقوق الإنسان في تونس باسم الأمن"، قامت السلطات التونسية يوم 25 جوان 2008 بإيقاف السجين السابق زياد الفقراوي الذي لم يمض على إطلاق سراحه سوى بضعة أسابيع لتلفق له قضية انتقاما منه على الشهادات التي أدلى بها لمنظمة العفو الدولية والتي وردت بالتقرير المذكور. بالمقابل بقيت القضية التي رفعها زياد الفقراوي في أفريل 2007 ضدّ الجلاد عبد الرحمان القاسمي، شـُهر بوكاسا، بدون تبعات.
واحتجاجا على ذلك دخل زياد الفقراوي منذ إيقافه في إضراب عن الطعام لا يزال متواصلا إلى حدود الساعة.
التحقيقات متواصلة في قضية قيادات حركة الحوض المنجمي
يتواصل مثول قيادات الحركة الإحتجاجية بالحوض المنجمي أمام حاكم التحقيق حسب الجدول التالي:
بشير لعبيدي وعادل جيار: أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من الأسبوع الجاري
غانم الشرايطي، مظفر لعبيدي، هارون الحلايمي وطارق الحلايمي: يوم الأربعاء.
الطيب بن عثمان و بوبكر بن بوبكر: يوم الخميس.
زياد الفقراوي يواصل الإضراب عن الطعام
ردّا على التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية يوم 23 جوان 2008 تحت عنوان "استباحة حقوق الإنسان في تونس باسم الأمن"، قامت السلطات التونسية يوم 25 جوان 2008 بإيقاف السجين السابق زياد الفقراوي الذي لم يمض على إطلاق سراحه سوى بضعة أسابيع لتلفق له قضية انتقاما منه على الشهادات التي أدلى بها لمنظمة العفو الدولية والتي وردت بالتقرير المذكور. بالمقابل بقيت القضية التي رفعها زياد الفقراوي في أفريل 2007 ضدّ الجلاد عبد الرحمان القاسمي، شهر بوكاسا، بدون تبعات.
واحتجاجا على ذلك دخل زياد الفقراوي منذ إيقافه في إضراب عن الطعام لا يزال متواصلا إلى حدود الساع
0 | ... | 660 | 680 | 700 | 720 | 740 | 760 | 780 | 800 | 820 | ... | 1120