الصفحة الأساسية > البديل العربي > رحيل المناضل الشّيوعي أبراهام سرفاتي
رحيل المناضل الشّيوعي أبراهام سرفاتي
20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

رحل، يوم الخميس 18 نوفمبر 2010 الجاري، المناضل المغربي والأممي الكبير أبراهام سرفاتي بعد حياة كان عنوانها الأول والأخير هو الوفاء للمبادئ، وللوطن والشعب، ولقضايا وحقوق الشعوب.

أمضى الراحل قسماً كبيراً من حياته في السجون أبان الاستعمار الفرنسي للمغرب وبعده، مدافعاً عن قضية استقلال وطنه المغرب، ورافضاً أي وطن آخر بديل. وكشيوعي ويساري جذري مخلص لأفكاره، قاوم الاحتلال الفرنسي للمغرب، ثم كل أشكال العسف والاضطهاد والظلم في بلده، كما في بلدان ومناطق العالم الأخرى. وحتى بعد أن جرى إبعاده قسراً عن وطنه في العام 1991 إثر معاناة طويلة دامت زهاء العقدين من الزمن في التخفي والسجن، بقي يصرّ في المنفى على أن وطنه الوحيد هو المغرب، الى أن عاد إليه في العام 2000 حين ألغي قرار إبعاده.

وتحديداً لكونه صاحب مبدأ، وقف بحزم مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية التحررية، وزار قواعد المقاومة الفلسطينية في الأردن في صيف العام 1970، وأكد باستمرار مناهضته للمشروع الاستعماري الصهيوني وللظلم التاريخي الذي أوقعه بالشعب الفلسطيني، وبقي على موقفه حتى أيام حياته الأخيرة، التي أمضاها في مدينة مراكش التاريخية، حيث انطفأ. وهكذا، رحل تاركاً وراءه ذكرى طيبة لمناضل صلب لا يلين ولإنسان لا يساوم على قناعاته وعلى إيمانه الراسخ بحق مواطنيه أولاً، وكل البشر أيضاً، في العيش بكرامة وحرية والتمتع بكامل الحقوق الإنسانية التي أقرتها، أخيراً، الهيئات الدولية، وإن لم تحترمها العديد من الدول الموقعة على وثائقها، بما في ذلك الدولة التي تستضيف أهم تلك الهيئات. ولم يقلل من صلابة موقفه، لا بل زاده، كونه نشأ في بيئة ثقافية يهودية، هي، على كل حال، جزء من تراث المغرب، البلد الذي استقبل أعداداً كبيرة من سكان الأندلس اليهود الذين طردوا من قبل حكام إسبانيا الجدد إثر خروج العرب منها في أواخر القرن الخامس عشر. وهو من نسل هؤلاء، كما يوحي بذلك اسم عائلته.

ولا شك أن موقفه المبدئي والحازم إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني يستحق كل التقدير والوفاء والاحترام والانحناء أمام هذه القامة النضالية العالية. وكل الذين التقوا به أو قرأوا له أو سمعوا عنه سيحتفظون بذكرى عطرة لنموذج وقدوة في النضال والصلابة والإخلاص للمبادئ والقناعات النبيلة، حتى الرمق الأخير.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني