الصفحة الأساسية > البديل الوطني > السلطة للشعب...لم لا؟!
السلطة للشعب...لم لا؟!
6 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

كثيرون هم الذين يرددون وبصفة دائمة وتكرار ممل يكاد يحبط العزائم - لولا اقتناعنا بسير التاريخ إلى الأمام وإلى أعلى -أشياء من قبيل «وين عندنا بش نوصلوا... الشعب هذا عمرو ميتصلح»...

لكن إذا تمعنا جيدا في واقع الصراع وقطبيه سنجد أن هذا الصراع هو صراع على الثروة بين أقلية تحاول المحافضة على احتكارها لها تدعمها الدول الاستعمارية، وأغلبية تريد هبّة أخيرة تحقق بها خلاصها.

صحيح أن ميزان القوى لو رأيناه بالعين المجردة هو في يد الطرف الأول لكن إذا كانت نظرتنا مجهرية، سنكتشف أن الطرف الثاني هو القوة الجبارة التي تملك مفاتيح الاقتصاد: المارد النائم أو ما اصطلح على تسميته بالعمال.

الكل يعلم أن الأقلية النهابة مقتنعة بقوة نقيضها والكل يعلم أنها تحاول تأجيل هبته بكل الوسائل القمعية: من استعمال للعصى الغليظة إلى تفسيخ وتمييع وعيه الطبقي. لذلك يعمل مصاصو الدماء على استقطاب أكثر عدد ممكن من أصوات الناخبين لكي يضمن أغلبية مريحة في المجلس الوطني التأسيسي يحافظ بها على علاقات الإنتاج كما كانت في نظام بن علي وسلفه بورقيبة مع بعض التعديلات. هذا إن لم ينقلبوا على المجلس التأسيسي أصلا ولم يمرروا مشاريعهم الاتفاقية كبدعة الاستفتاء أو غيره من دسائسهم الخبيثة.

لكن معضلة هؤلاء هي وجود قطب مضاد لهؤلاء يشهر بهم في كل محطة وفي كل لحظة يجهض محاولاتهم الانقلابية، وهذا القطب هو القوى الراديكالية التي تطرح بديلا ثوريا سيعدل الكفة لصالح أبناء الشعب عن طريق فرض نظام ديمقراطي شعبي ذو بعد اجتماعي:

- نظام سياسي يمسك زمامه أوسع جماهير شعبنا من القاعدة (المجالس المحلية والقروية) إلى أعلى الهرم (البرلمان مرورا بالمجالس الشعبية الجهوية والاقليمية) .

- نظام اقتصادي وطني يحد من نزيف ثرواتنا العديدة والمتنوعة: طاقة (بترول غاز طبيعي)، منجمية (فسفاط) فلاحية (زياتين، تمور، حبوب، لحوم الخ) والأهم بشرية ( أدمغو ويد عاملة) . نظام اقتصادي يجفف منابع كبار الملاكين العملاء الذين يتاجرون بعرق العامل التونسي لدى الأوساط النهّابة.

- نظام اجتماعي قائم على فرض العدالة بين الأفراد والجهات فيه تكون الصحة للجميع والتعليم الراقي الاجباري والعمومي وفيه حق الشغل مضمون.

ولا يتطلب الأمر سوى اختيار المدافعين الحقيقيين عن مشاغل التونسي في المجلس التأسيسي والضغط شعبيا لتحقيق هذه الأهداف مع العلم أنه لن يكون لنا ذلك الا بوحدة جميع الكادحين ضد عدوهم الحقيقي. فهل هذا من قبيل المستحيل !؟

محمد أمين التليلي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني