الصفحة الأساسية > كتب ومنشورات > حزب العمال الشيوعي التونسي: موقف ثابت ومتماسك من انقلاب 7 نوفمبر 1987 > الأحزاب الإصلاحية تبارك الانقلاب، والشعب المغلط يخرج للشارع مساندا
الفهرس
حزب العمال الشيوعي التونسي: موقف ثابت ومتماسك من انقلاب 7 نوفمبر 1987
الأحزاب الإصلاحية تبارك الانقلاب، والشعب المغلط يخرج للشارع مساندا

يلحظ المتتبع للأحداث، السرعة المذهلة التي أعلنت بها الأحزاب الإصلاحية مباركتها للانقلاب. ورددت أغنية "العهد الجديد" وصفقت للوعود التي أعلنها الجنرال بدون أدنى تحفظ. وبدأ رموزها يستعدون لكرسي في مجلس النواب وفي الحكومة. وكلهم يتسابقون في كيل المديح لزين العابدين بن علي، فأحمد المستيري يعرفه منذ تخرجه من "سان سير" "ضابطا جديا"، ويتقد حيوية، ونجيب الشابي يعدد إنجازات "العهد الجديد"، في مراجعة قائمة الأعياد الوطنية. والاستغناء عن نشيد "ألا خلدي"، وعدم استعمال مصطلح "فخامة الرئيس".

ولم تتعد مطالبهم إلا بقليل "بيان 7 نوفمبر"، فقبلت بقانون تنظيم الأحزاب ومراجعة قانون الصحافة بينما مجال الحريات يفترض إلغاء القوانين المعمول بها إلى اليوم والمنافية للفصل الثامن من دستور البلاد، كما يفترض مراجعة الدستور بما من شأنه أن يمكن من إجراء تغيير جوهري على شكل السلطة الفاشي، وتعويضه بشكل ديمقراطي. وواصلت المطالبة بعفو تشريعي عام إلاّ أنها تضع في المقام الأول قضية "الإخوان"ونسيت بقية مناضلي الحرية وعلى الأخص رفاقنا المعتقلين والمطاردين والمغتربين وساهمت بقسط كبير في محاصرتنا إعلاميا.

أما عن الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية فهي تطالب بها إلا أنها مستعدة للتفاهم حولها حسب ما يرضي الجنرال ويمكنها من مقاعد.

ساهمت كل الأحزاب الإصلاحية بقسط كبير في بث الأوهام وإخفاء الحقيقة حول الانقلاب والمنقلبين وحول محتوى "بيان 7 نوفمبر"، ونظرا لضعف حزبنا فإنه لم يتمكن من مقاومة هذه الاوهام في إبانها وتنظيم الشعب لفرض برنامج الحرية السياسية.

لقد خرج الشعب للشارع مساندا انقلاب 7 نوفمبر مدفوعا بإرادة التغيير وشماتة في الذي حكمه 31 سنة بالقمع والإرهاب والديماغوجيا، ونصب نفسه "بايا جديدا" عليه. ملّ فضائح قصره، وسئم نزواته ومسرحياته. كانت النقمة صامتة لأنها لم تجد من يحركها ويوجهها الوجهة الصحيحة. كان الوضع على غاية النضج فاستغلّه الجنرال على أحسن وجه، وإذا به "الزعيم" والمنقذ" في أعين الشعب. لكن مع ذلك علمته تجربته المرة الطويلة في ظلّ الحكم البورقيبي أن يكون حذرا –في حدود الوعي الحاصل- فرفع الشعارات التي تعبر عن مطامحه بالصورة التي ارتآها، "الشباب يا زين"، "الجنوب يا زين"، "الاتحاد للشرعيين"، "العفو التشريعي العام واجب"...إلخ. مما اضطر الجنرال إلى التفاعل بشكل ما مع هذه الشعارات. ليس "للعهد الجديد" ما يقدم للشعب سوى "جزمات" العسكر والحرس والبوليس الا أنه سوف يتمتع لوقت بديماغوجيا التغيير، وعلى حزبنا أن يضع بكل وضوح المطالب الملحة أمام الطبقة العاملة والشعب الكادح وقواهما الثورية والديمقراطية، وينظم النضال الملموس في سبيلها. لقد كان حزبنا وحده الذي رفض "خدعة العهد الجديد" وهو ما يجعل المسؤولية الملقاة على عاتقه أكثر خطورة من ذي قبل. وعلى كل الرفاق أن يعملوا بكل حزم ويخوضوا النضال من المواقع الأمامية وأن لا يبخلوا بأي مجهود لإنارة الطريق أمام الشعب وقيادته في النضال حول مطالبه الملحة.

لنناضل بتماسك من أجل أهداف برنامج الحرية السياسية

لنكشف أمام الشعب مواقف الأحزاب الإصلاحية.

صوت الشعب، ص4: العدد 43، 1 ديسمبر 1987


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني