الصفحة الأساسية > البديل العربي > عندما تخطئ "صواريخ" حزب الله الهدف !
عندما تخطئ "صواريخ" حزب الله الهدف !
11 كانون الأول (ديسمبر) 2009

فوجئ عديد المشاهدين التونسيين بالتغطية التي قامت بها قناة المنار، التابعة لحزب الله اللبناني، عبر مراسليها في تونس لوقائع المهزلة الانتخابية التي جرت يوم 25 أكتوبر الفارط. فهذه التغطية كانت نسخة رديئة عن التغطية التي قامت بها وسائل إعلام بن علي (تونس7، قناة21، حنبعل). فقد اكتفى صحافيو هذه القناة بالاتصال بممثلي السلطة وبأذنابها في أحزاب الديكور لأخذ آرائهم وأفكارهم الممجوجة التي تعد تنطلي حتى على فاقدي البصر والعقل. فأجرت هذه القناة حوارات مع رموز السلطة مثل علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية، ومحمد مواعدة الذي عاد إلى أحضان الديكور وبعض أعضاء "مجلس المستشارين" و"مجلس النواب" وكلهم من "التجمع الدستوري الديمقراطي". وقد دار الحديث حول "إنجازات بن علي" و"التفاف الشعب التونسي حول خياراته واختياره للحاضر والمستقبل"... ووقع التركيز على بعض "الإنجازات" التي تستهوي متتبعي قناة المنار مثل بناء المساجد وتطور عددها في عهد بن علي و"المكانة التي أرجعها بن علي إلى الجامعة الزيتونة"... لكن قناة المنار صمتت حتى على موقف بن علي من "الحجاب" وملاحقة النساء في مراكز العمل والمؤسسات التربوية وحتى في الشارع لإجبارهن على نزعه. كما غضت الطرف أيضا عن مواقف بن علي المخزية من المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان واعتبارها إرهابا وعنفا، وانخراط النظام التونسي في المشاريع الامبريالية والصهيونية والمحاكمات الجائرة التي يتعرض لها كل تونسي يعبّر عن رغبته في التطوع للقتال ضد الامبريالية الأمريكية وضد الكيان الصهيوني.

إن مثل هذه المواقف الانتهازية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال لحزب الله أن يتنصل منها باعتبار وأن قناة الحوار تعبّر عن مواقفه وتوجهاته من القضايا الإقليمية والعربية والدولية، تعطينا عن فكرة عن القصور النظري لحركات المقاومة الطائفية المتغلفة بالدين. فرغم أن حزب الله خاض حروبا مع الكيان الصهيوني وتمكن من الانتصار عليه وحاز بذلك على شعبية واسعة وسمعة طيبة في صفوف المسلمين والشعوب العربية، نراه يلهث وراء نظام فاشل ومنبوذ من طرف شعبه ومفضوح على نطاق واسع لتلميع صورته وتقديمه في صورة النظام الديمقراطي المتمسك بالهوية والمدافع عن "مصالح الأمة". وعوض أن يراهن حزب الله على الشعوب العربية مستثمرا ما يحظى به من تقدير بعد انتصاره على الكيان الصهيوني نراه يمجّد أنظمة عربية فاسدة ومتواطئة مع الامبريالية والصهيونية، وهذا دليل على أن الحركات الإسلامية تظل محكومة دائما بعقلية طائفية وبقصور نظري وضيقُ أفقٍ يجعلها غير قادرة على تحديد التناقضات الأساسية والتناقضات الثانوية وبالتالي خلط في فرز الأعداء من الأصدقاء.

وهذه الحقيقة تزيد من مسؤولية القوى التقدمية والثورية في المنطقة العربية والإسلامية على مضاعفة جهودها والانخراط الكامل في المقاومة المسلحة ضد الامبريالية والصهيونية والتنسيق مع قوى المقاومة الأخرى بما فيها المقاومة الإسلامية والاختلاط بها بعيدا عن الفئوية والانعزالية للتأثير في مواقفها وأخذ المبادرة منها وتصدّر نضالات الشعوب وتوجيهها الوجهة الصحيحة.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني