الصفحة الأساسية > كتب ومنشورات > حزب العمال الشيوعي التونسي: موقف ثابت ومتماسك من انقلاب 7 نوفمبر 1987
الفهرس
حزب العمال الشيوعي التونسي: موقف ثابت ومتماسك من انقلاب 7 نوفمبر 1987
تقديـم

ننشر في هذا الكراس مجموعة من النصوص (مقالات، بيانات، مقتطفات من كراريس، ندوات صحفية…) تتمحور حول موقف حزب العمال الشيوعي التونسي من انقلاب 7 نوفمبر 1987 وما تلاه من أحداث هامة تكشف طبيعة هذا الانقلاب. وتكمن أهمية هذه النصوص في كونها تبين تماسك حزب العمال. فمنذ اللحظة الأولى، وفي وقت كانت فيه معظم القوى السياسية تؤيد الانقلاب و"تبارك التغيير"، كشف حزب العمال الطبيعة الرجعية لهذا الانقلاب وحذر من خطورة تأييده. ودعا القوى الثورية والديمقراطية والتقدمية إلى ضرورة فضحه والتصدي له. وقد تابع حزب العمال مختلف الأحداث التي تلت انقلاب 7 نوفمبر 1987 وحللها وسعى إلى استخلاص المواقف والمهمات التي تطرحها. وقد بينت الحياة صحة تلك التحاليل والمواقف.

إن مختلف القوى التي أيدت الانقلاب في البداية ظنا منها أنه يندرج في "سياق التاريخ" وأنه سيحقق "الإصلاحات الديمقراطية" المنشودة تبين لها بمرور الوقت أنها واهمة. ويمكن للمرء أن يلاحظ بيسر أن ما كان يعتبر بالأمس "مواقف متطرفة" أصبح اليوم من قبيل البديهيات التي تتردد على جميع الألسنة. إن نعت نظام بن علي بالدكتاتورية صار "من أضعف الإيمان". وهذا في حد ذاته أمر إيجابي، لأن الخطوة الأولى في أي عمل سياسي تتمثل في التحديد السليم لطبيعة النظام القائم.

ولكن هل هذا كاف؟ بالطبع لا. بل إنه يصبح مجرد لغو إذا لم يرتبط بالاستخلاصات الضرورية، وأهمها أنه لا يمكن تغيير الأوضاع في بلادنا تغييرا ديمقراطيا، عميقا وشاملا إلا بمحاربة الدكتاتورية النوفمبرية والعمل على إسقاطها. فلا ديمقراطية بواسطة الطغمة النوفمبرية أو بالتعاون معها وإنما بالنضال ضدها وعلى أنقاضها.

هذه مسلمة (Postulat) النضال الديمقراطي في بلادنا اليوم والتي ينبغي تحويلها إلى برنامج عملي. ومن شأن القارئ أن يجد في النصوص التي ننشرها مقترحاتنا وبدائلنا للأوضاع السائدة في مجتمعنا.

وفي الأخير نلاحظ للقارئ أننا لم نغير من النصوص التي ننشرها أي شيء، حتى من الناحية الشكلية، حفاظا على طابعها الأصلي.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني