صوت الشعب - العدد 27

إنّ ما يدور في السّاحة السياسيّة في تونس هذه الأيّام وما يتخلـّلها من مشاورات ومناورات واتفاقات وتآلفات في شأن تشكيل الحكومة الجديدة خلـّف انطباعا سيّئا لدى الرأي العام وزاد من شكّ التونسي وتحقق له يقين بأن «حركة النهضة» أصبحت تقود ثورة مضادة من أجل إعادة تونس لعهد الذل والاستعباد. شاع إلى حدّ اليوم أسماء بعيدة كلّ البعد عن بهرج الديمقراطيّة الذي يتغنـّى به أصحاب الأغلبيّة في المجلس التأسيسي، وعليه فإنّ الشباب الثوري يستنكر مثل هذه الممارسات الذي أعتقد أنـّها ولـّت مع نظام المخلوع ويطمح في تشكيل حكومة ثورية لإنقاذ الوطن وبتوافق وطني من الثوار يكون لها أهداف وخطة زمنية محددة و لها كافة صلاحيات إدارة البلاد. حكومة ثورية لا ترتعش أمام قوى الردّة ولا تقدّم تنازلات وتقطع مع كلّ الممارسات القديمة من عمالة واستكانة وتفريط.

مهام الحكومة الثوريّة

على رأس أولوياتها تقديم كافة المسئولين عن قتل وإصابة الثوار للقضاء قصد محاكمة عادلة في الجرائم التي ارتكبوها في حقّ الشعب. وتطهير وزارة الداخلية من رموز القمع والذين جنـّدوا في السّابق لاستهداف المناضلين والمعارضين لنظام الهارب. كما على الحكومة المرتقبة أن تعيد الأمن إلى الشارع التونسي، وعليها أن تعمل على إرساء العدالة الاجتماعية باتخاذ إجراءات تحدّ من ثروة المتغوّلين وأصحاب الأرصدة البنكيّة المشبوهة لتعويض المفقـّرين وإعادة الحقّ إلى أصحابه، ويجب أن لا نتناسى أنّ غالبية التونسيّين من الفقراء وهذه ثورتهم، لذلك يجب أن تعمل الحكومة المقبلة على الانتصار للفقراء لا التآمر عليهم وعلى أحلامهم في حياة كريمة وعادلة. هذه هي مطامح شبابنا الثوري وانتظاراته من الحكومة القادمة، ولن يهادن الشباب ما لم تتحقّق هذه المطالب.

لطيف الجربي