الصفحة الأساسية > البديل الوطني > جماعة «الصفر فاصل» يجبرون جماعة الالتفاف على الثورة على العودة إلى نقطة (...)
جماعة «الصفر فاصل» يجبرون جماعة الالتفاف على الثورة على العودة إلى نقطة الصفر
8 كانون الأول (ديسمبر) 2011

عديد المؤشرات تشير إلى أن النية تتجه نحو تغيير «حركة النهضة» لموقفها بخصوص سحب الثقة من الحكومة. وكانت هذه الحركة قد عبرت سابقا عن تمسكها بمنح الثقة للحكومة بنسبة خمسين زائد واحد وسحبها منها بنسبة الثلثين مما اعتبره البعض شكلا جديدا من الدكتاتورية. ومع انطلاق الجلسة العامة الثانية للمجلس بدأت تلوح بوادر تراجع الحركة عن هذا المبدأ والاستجابة لمطالب غالبية مكونات المجلس وكذلك للمعتصمين في باردو، وهو ما يُعتبر انتصارا للشقّ المعارض للنهضة.

صوت الشعب - العدد 27

من جهة أخرى يتواصل اعتصام باردو لليوم التاسع على التوالي متمسّكا بمطالبه التي كان عبّر عنها في بيان أصدره منذ الأيام الأولى لانطلاقته. وقد جرت محاولات عديدة لفكه وإرباكه، لكن صمود المعتصمين وإصرارهم جعل كل هذه المحاولات تبوء بالفشل.

ضغط متواصل على المجلس

وتزامنا مع انعقاد الجلسة العامة الثانية للمجلس الوطني التأسيسي يوم 6 ديسمبر رابط المعتصمون أمام مقر المجلس بباردو للتعبير عن تمسكهم بمطالبهم.

فقد تجمّع يوم الثلاثاء 6 ديسمبر عدد هامّ من ممثلي منظمات المجتمع المدني وبعض الأحزاب والمستقلين وجموع من المواطنين ووفود عن أهالي الحوض المنجمى بقفصة رافعين عديد الشعارات التي تنادى بالخصوص بالعدول عن مشروع التنظيم المؤقت للسلط العمومية وإرساء الآليات الكفيلة بضمان التنمية الجهوية والتوزيع العادل للثروات والاستجابة لجميع مطالب التشغيل المشروعة في جميع جهات البلاد.

وأصدر المعتصمون بيانا أكدوا فيه خاصة أن مشروع التنظيم المؤقت للسلط العمومية يعد «تأسيسا لديكتاتورية جديدة محورها حزب واحد يسيطر دون أي شراكة أو رقابة على كل دواليب الدولة وسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية».

وطالبوا بـ «التعديل الفوري لمشروع النظام الداخلي للمجلس التأسيسي وبوجوب تقديم نص مشروع الدستور للاستفتاء الشعبي تكريسا للديمقراطية الشعبية».

محاولات يائسة لفك الاعتصام

قامت مجموعة «مجهولة» في ليلة اليوم الثاني للاعتصام بالتهجّم على المعتصمين أمام مجلس النواب بباردو، وطلبوا منهم فك الاعتصام، كما حطموا إحدى خيمات الاعتصام، وقاموا بافتكاك مؤونة المعتصمين حسب ما أكده عدد من المشاركين في الاعتصام.

وأكد المعتصمون أن أغلب المهاجمين قدموا من أحياء شعبية مجاورة، كما أن بعضهم كان مسلّحا بعصي وأسلحة بيضاء. وقد تمّ احتواء الموقف عبر تحاور المعتصمين معهم، وبتدخل عناصر الأمن المتواجدة على عين المكان.

وبعد يومين من هذه الحادثة تجدّدت المحاولات لفك الاعتصام حيث تم رشق المعتصمين بالحجارة وبالقوارير البلاستيكية المحشوة بالحصى من طرف بعض الأفراد الذين تحصنوا بالجدران ممّا تسبّب في حدوث إصابات. وهو ما استوجب تدخل أعوان الأمن.

وقد تمّ إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفرقة الناس وهذا ما أحدث حالة من القلق في صفوف المواطنين خاصّة أمام تعطّل حركة المرور وانعدام وسائل النقل.

وقد حمّلت جهات عديدة «حركة النهضة» مسؤولية الاعتداءات على المعتصمين واعتبرتها المسؤولة الأولى عن كل المحاولات التي حصلت من أجل فك الاعتصام لأنها عارضت الاعتصام وحرّضت ضدّه بطرق مباشرة وغير مباشرة رغم تصريحات مسؤوليها بأنها لم تدْعُ إلى أي تحرك ضد الاعتصام وأنها تدخلت عبر قيادييها المتواجدين في المجلس لتهدئة الأوضاع ودعوة أنصارها إلى مغادرة مكان الاعتصام.

لقد شكل الضغط الذي قام به الشارع وخاصة اعتصام باردو عاملا أساسيا لتصحيح بعض الأمور داخل المجلس وإجبار عديد الأطراف السياسية على تعديل مواقفها.

عبد الجبار المدوري


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني