نفّذ معلّمات ومعلّمو جهة قفصة إضرابا جهويّا كامل يوم 25 نوفمبر الجاري، من أجل عودة زملائهم المُسرّحين إلى سالف أعمالهم وإطلاق سراح بقيّة مساجين الحوض المنجميّ.

ومثلما هو معلوم فالإضراب المذكور هو ثمرة أشغال المجلس الجهويّ القطاعيّ الذي انعقد يوم 9 أكتوبر 2010 ببلدة الرديّف في سابقة فريدة من نوعها على الأقلّ بقفصة، حيث اعتاد النقابيّون عقد مجالسهم القطاعيّة بمركز المدينة وبالمقرّ المركزيّ للإتحاد الجهوي. وهو تحوّل يحمل دلالات عدّة أوّلها التغييرات المهمّة الايجابيّة بطبيعة الحال التي مسّت الخارطة النقابيّة للمعلّمين وثانيها إعادة الاعتبار بما يليق بنضالات أهالي الرديّف وتحديدا للسيّد عدنان الحاجّي ورفاقه.

وعلى عكس توقّعات نقابييّ القطاع، إمّا المُحبطين دون مُبرّرات ّأو المُتمسّكين بعدائهم القديم للنضال ووقوفهم الصريح طوال المدّة الماضية مع السلطة، جاءت الأخبار منذ الصباح مؤكّدة الانخراط الواسع في الإضراب، وهو ما يؤكّد لاحقا وبصفة رسميّة من خلال الإحصائيات المُقدّمة على لسان الكاتب العامّ للنقابة الجهويّة للتعليم الأساسيّ أثناء التجمّع المُنعقد بدار الاتحاد الجهوي. وفيما يلي الإحصائية: فقصة الجنوبيّة 80 بالمائة / قفصة الشماليّة 58 بالمائة / الرديّف 97 بالمائة / أمّ العرائس 80.4 بالمائة / المتلوي 98 بالمائة / القطار 95 بالمائة / المظيلّة 82.21 بالمائة / القصر 90 بالمائة / بلخير 80 بالمائة / سيدي يعيش 35 بالمائة / السند 77 بالمائة.

وكما هو واضح من خلال هذا الجدول فإنّ النسبة الجهويّة لا تقلّ عن 80 بالمائة، وهو معدّل مُرتفع إذا ما نظرنا إلى طبيعة الإضراب (تضامني) وعمل بعض الفلول التخريبي داخل القطاع وخارجه.

والمُلفت للانتباه أنّ تدنّي النسب اقترن بالمناطق الريفيّة حيث تباعد المدارس (سيدي يعيش، الشماليّة..) والتأثير القويّ لشخوص نقابيّة موغلة في التخلّف والرجعيّة. وهي ذات الشخوص التي عملت بطرق عدّة في السرّ والعلن لإجهاض الإضراب تماما مثلما فعلت في إضراب 5 أكتوبر 2009.

هوامش من الإضراب:

 تحوّل وفد مهمّ (6 أعضاء) من النقابة العامّة للتعليم الأساسيّ للجهة يتقدّمهم الكاتب العامّ.
 ألقى السيّد حفيّظ كلمة مؤثّرة جدّا في التجمّع المُنعقد بدار الاتحاد الجهوي، أكّد فيها وقوف قطاعه المبدئي مع المطالب المشروعة لانتفاضة الحوض المنجميّ وتمسّكه بتسريح ما تبقّى من المساجين قائلا: "لابدّ من عودة الحريّة لشبّان المظيلّة وللمناضل الفاهم بوكدّوس والمناضل حسن بن عبد الله.." كلمة الكاتب العامّ قوطعت مرّات عدّة بالتصفيق.
 وزّعت السيّدة عفاف بالناصر رسالة من زوجها المعتقل.
 أقرّت نقابة التعليم الثانوي بالرديّف إضرابا مدّته ساعتان من العاشرة إلى منتصف النهار تضامنا مع زملائهم بالأساسي. وقد علمنا أنّ التجمّع الذي انعقد بدار الاتحاد المحلّي كان حاشدا. فبالإضافة لرجال التربية سجّل العديد من المواطنين حضورهم.
 كالعادة سجّل الحضور البوليسي تواجده حول مقرّات اتحاد الشغل. وكالعادة كانت الكثافة الأمنيّة ببلدة الرديّف.
 وصلت عديد من برقيات المساندة من عدّة نقابات من مختلف الجهات بالداخل والخارج تمّت تلاوتها بالتجمّع بدار الإتحاد.