الصفحة الأساسية > البديل العربي > الجامعة العربية تزيد من تضييق الخناق على «الأسد »
الجامعة العربية تزيد من تضييق الخناق على «الأسد »
17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011
صوت الشعب - العدد 24

ما انفك الوضع السوري يتأزم منذ بداية الثورة في 15 مارس المنقضي مع رفض الرئيس السوري «بشار الأسد» التنحي وإصرار الشعب السوري على إسقاط النظام.

ثمانية أشهر مرت على بداية الثورة السورية والشعب الأعزل يواجه حملات إبادة جماعية من قبل جيش «بشار الأسد» الذي يعتبر أداة القمع الرئيسية في يد السلطة السورية والذي أمعن في قمع المتظاهرين لتكون حصيلة القمع آلاف الجرحى وأكثر من 3500 شهيد وآلاف المعتقلين من بينهم عائلات المعارضين (نساء، شيوخ، أطفال) كرهائن ليجبروهم على تسليم أنفسهم، كما خلفت خسائر فادحة في البنية التحتية. كما أكد المجلس الوطني السوري على تدهور الوضع الاقتصادي وافتقاد المواطنين لأبسط أولويات العيش من غذاء، دواء، ماء، كهرباء... مع تواصل رفض السلطات السورية السماح للمنظمات الحقوقية ومنظمات الإغاثة من دخول سوريا.

الجامعة العربية تقدمت بخطة للحكومة السورية لتجاوز الأزمة والتعجيل بإصلاحات تسكت المحتجين.هذه الخطة لاقت القبول من قبل الأسد إلا أنه تجاوزها بمواصلته قتل وقمع المحتجين. لذلك قررت الجامعة العربية مؤخرا تعليق عضوية سوريا اعتبارا من 16 نوفمبر الجاري. كما قررت توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية ودعت الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق. و رغم ذلك يعتبر تدخل الجامعة متأخرا و خطابها مع الحكومة السورية لينا و غير صارم, مقارنة بما ارتكبه النظام من جرائم ضد الإنسانية, خاصة و أنها لم تنادي بضرورة إسقاط النظام و إنما هي مزيد من المماطلات لكي يربح نظام الأسد مزيدا من الوقت خاصة مع ما يدعيه من برامج إصلاحية و كتابة دستور جديد.

المعارضة السورية بما فيها المجلس الوطني السوري كانت مواقفها متباينة بخصوص مواقفها من جامعة الدول العربية التي طالبوها بإعداد آلية لحماية المدنيين واعتداءات الجيش الشنيعة بحق الشعب. كما طالبوها بالضغط على الرئيس من أجل التنحي ورفضوا تمكينه من مهلة جديدة. أما بخصوص التدخل الأجنبي فتتباين المواقف بين قابلين بدعوى أن سقوط النظام لن يكون بدون تدخل أجنبي يفكك جهاز الجيش ويكسر شوكته، وبين رافضين مثل المجلس الوطني السوري بدعوى رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية. ونحن نعتبر أن الشعوب تحرر نفسها بنفسها وأنه لا ينبغي للصراعات السياسية الداخلية أن تقود المحتجين إلى حالة إحباط قومي تجعلهم يشكّون في قدرتهم على الانعتاق وحاجتهم للقوى الأجنبية لكي يتحرروا لأن هذا النظام الاستبدادي لم يعد يحتمل الترقيع ومآله السقوط فالثورة مازالت مستمرة والشعب السوري مازال صامدا ولن يقبل بغير إسقاط النظام ومحاسبة رموزه.

سميّة المعمري



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني