الصفحة الأساسية > البديل الوطني > الجبالي يتأرجح بين الخلافة والجمهورية
صورة الأسبوع:
الجبالي يتأرجح بين الخلافة والجمهورية
17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

الجبالي الوزير الأول المرتقب للحكومة القادمة بكلمة قال فيها «يا إخواني أنتم الآن أمام لحظة تاريخية، أمام لحظة
ربانية في دورة حضارية جديدة إن شاء الله، في الخلافة الراشدة السادسة إن شاء الله .»

أثار هذا الخطاب جدلا واسعا وسط النخب السياسية والفكرية وقد اعتبره البعض إيذانا بعودة شبح الخطاب
التعبوي الإخواني لحركة الاتجاه الإسلامي بعد اطمئنانها على نتائج الانتخابات، ويبدو أن صدى هذه الكلمة وصل
أيضا إلى قاعات المفاوضات الثلاثية ليعلن حزب التكتل من أجل العمل والحريات تعليق العمل باللجان التي تعد
البرنامج المستقبلي للحكومة القادمة. أما حمادي الجبالي فقد توجه ببيان توضيحي للرأي العام أشار فيه إلى أن
البعض عمد إلى إخراج كلمة الخلافة من سياق المعنى المراد به في حين أن القصد البريء منه هو الاستلهام
القيمي للتراث السياسي والحضاري للمجتمع التونسي، كما جدد تأكيده على أن خيار الحركة في الحكم السياسي
هو النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يستمد شرعيته الوحيدة من الشعب عبر انتخابات نزيهة وحرة.

إن المتتبع لما قاله الجبالي أمام أنصاره من جهة وما جاء في بيان الرد من جهة أخرى يسافر بتفكيره عقودا
بل قرونا من الزمن، لأن بين الجمهورية والخلافة مسافات طويلة ولكنهما يشتركان في أنهما نمطان أو مؤسستان
للحكم رغم اجتهاد الجبالي في الانحراف بمفهوم الخلافة عن دلالته الحقيقية، وهو ما يؤكد أن الوزير الأول القادم
لم يستقر على قرار ولا يدري أيختار الخلافة أم الجمهورية، فهل سيفسح قادم الأيام عن خيار سياسي واحد؟ أم
سيظل الخطاب يزاوج بين الخلافة والجمهورية إلى أن تنضج الأمور؟



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني