الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > من ينقذ الثقافة من براثن المفسدين
من ينقذ الثقافة من براثن المفسدين
10 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011

بعد أن أفضت الجلسة العامّة بالمواطنين في الربيع الفارط بـدعوة من المجلس البلدي المزكّى، قبل انتخابه شكليّا، من طرف حزب مهيمن ونظام فاسد إلى رحيل هذا المجلس وتعويضه بالتمثيلة الخصوصية، التأمت يوم الجمعة 28 أكتوبر2011 أول جلسة لهذه الهيئة لتأخذ رأي المواطنين فحضر جمع لا بأس به بين مشتك من الجار أو من تقاعس البلدية مثلما كنا نرى ونسمع في العهد السابق. وقد كادت الردود والنقاشات مع هؤلاء تؤدي إلى فوضى لولا احتجاج أحد الحاضرين. مع هذا لم تطرح جانبا المسائل المبدئية ولا وجوب توخي أساليب جديدة لإنجاح الأعمال.

بدأت التدخلات امرأة تعجبت أن رأت عونا بلديا يقتلع من أحواضه «نوار عشية» كأوساخ وجبت إزالتها وربطت ذلك بالتجهيل المبرمج الذي اقترفه عملاء نظم الاستبداد والنهب في بلدة كانت تعتز بتواجد ثلاث جمعيات ثقافية لإشباع نهم 12000 ساكن قبل أن يتصدى لهم هؤلاء ويحتلوا الفضاء ويتربعوا فيه بين شيشة وورق يطردون منه الثقافة والمثقفين ثم يسمونه رياء «نادي التعارف» . ونبّهت ممثلة الجنس اللطيف الذي لم يُرحّب به أبدا في نادي «التعارف» هذا، إلى أن مواصلة تمتيع هذا «النادي» بمحل هو من الأملاك العامة لا يمكن اعتباره إلا هدرا للمال العام ولإمكانيات النمو للرجال كما للنساء، للأطفال كما للشيوخ. وساندها في موقفها أكثر من متدخل.

وإن لم يحضر ممثلون عن هذا النادي-المقهى، ربما لاعتقادهم أنهم فوق الناس وفوق التاريخ، فقد حضرت ثلة من الجمعيات، منها ما هي ذات مصلحة عامة ووجود فعلي ومنها ما هي دون ذلك، تطالب بحصتها المعهودة من المال اللي كانت تأخذه مقابل الولاء، وأجاب أحدهم على اعتراض أتاه من القاعة بالقول :»ما دامت الحكومه ما نحّاتناش فلنا الحق في ذلك» .

وأمام حيرة الهيئة في الحسم في مثل هذه المسائل المبدئية تدخّل شيخ مدّعيا أنّه لم يهرم بعد ولكنه أضفى ثقته على الهيئة التي لم يأخذ الشيب في رأس أي واحد من أعضائها وأكد على أهمية الثقافة كرافد أساسي لنجاح مشاريعهم وحرّضهم على الوصل مع روح الثورة الثقافية اللي قام بها تلاميذ في البلدة إثر الاستقلال وتجاوب معها أهلها قبل أن يُخطط لكسر حماسهم وسد سبل الفعل والمشاركة أمامهم. وأنهى كلامه قائلا: «في رأي المفسدين في الفضاء الثقافي، كتابة مقال بعشرة أسطر ذنب لا يغتفر ويستحق الطرد النهائي من حضيرتهم بينما الكشف عن العورة في النادي والتبوّل على ناسه فخطأ عارض لا يفسد للميسر قضية» ، وسلم للهيئة عريضة الألف إمضاء الحديثة العهد، وأخرى مضى عليها ربع قرن تؤيدان ما قيل في شأن الثقافة وقدم انتهاكاتها في البلدة، لزيادة التدبر وأخذ القرار المناسب .

الحبيب حواس



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني